علق كفاريللي بأنه لا بد من إصلاح عام في ملكية الأرض الزراعية يجعل الفلاحين ملاكا حقيقيين، وتتحسن أحوال مليوني ونصف فلاح من تعداد مصر البالغ 3 ملايين. فيعترفون بجميل فرنسا.
عارضه كثيرون، وقال أحدهم: إن منح الأرض للفلاحين الذين يشغلونها سيجعل من المستحيل توزيعها على ضباط الجيش الفرنساوي أو الموالين لهم. تفرع الحديث إلى آراء كفاريللي الغريبة؛ فقد ذكر أن العمل في رأيه هو المصدر الوحيد للملكية. وقال: إن القوانين التي تقدس الملكية تقدس الاغتصاب والسرقة. واقترح تقسيم المجتمع إلى ملاك في الحاضر وملاك في المستقبل فهؤلاء يكونون مستأجرين لأملاك أولئك لفترة 20 عاما، يشتغلون فيها لفائدة الملاك، ثم يصبحون بدورهم ملاكا ويتخذون لهم مستأجرين.
الجمعة 14 ديسمبر
رويت لحنا حكايتي مع بولين، اندهش ونظر إلي في حسد. حكيت له ما حدث في غرفتها ثم تصرفها بعد ذلك. سألته عن رأيه في سلوكها. تناقشنا طويلا وقال إنها خليعة. ونصحني بأن أطلب منها تعليمي العزف على البيانو. وعندما نصعد إلى غرفتها أحتضنها وأقبلها. وقال: إن الإفرنجيات عموما يحببن التقبيل وله تأثير السحر عليهن.
عند انصرافنا توقفنا نتفرج على غازية في الطريق ترقص. ومعها رجلان وامرأة يعزفون على بعض الآلات الموسيقية . كانت تحرك قدميها ونصفها الأعلى حركات سريعة، ولم تلبث تعبيرات وجهها وهيئة جسمها أن عبرت عن التوتر والشجن، ثم سرت في جسدها كله رجفة المتعة. واعتراها وهن مصحوب بالخجل سرعان ما تلاشى شيئا فشيئا.
السبت 15 ديسمبر
قضيت بعض الوقت في تصفح مخطوطة قبطية جميلة رسمت بالألوان وزخرفت بالذهب بعناية فائقة. وقالت لي بولين إن زوجها مقيم في المعسكر؛ شجعني هذا أن أطلب منها تعليمي العزف على البيانو. تطلعت نحو إبراهيم وجاستون، ثم قالت: ليس اليوم.
انصرف الاثنان عند الظهر فدعتني فجأة إلى الصعود معها. كان قلبي يدق بعنف وأنا أتذكر نصائح حنا. لم تسنح لي فرصة تطبيقها. فبمجرد دخولنا مسكنها التفتت إلي واحتضنتني، ثم وضعت شفتيها على شفتي. وفجأة حدث شيء غريب، فقد أدخلت لسانها في فمي.
لم أدر ما جرى بعد ذلك، فقد وجدنا أنفسنا فوق أريكة مجاورة وأنا فوقها وعضوي داخلها. احتضنتني في قوة وفجأة جاء ظهري فتشبثت بي وهي تردد لاهثة: انتظر. ثم انفصلت عني، وجففت مائي بطرف ثوبها. وأحسست أنها مستاءة.
أزاحت عمامتي وعلقت على رأسي الحليقة قائلة: شعرك ناعم وجميل، لماذا تحلقه؟ لو أرسلته يكون شكلك أجمل.
Unknown page