لم أجد بولين في مكانها المعتاد وانتظرت في قلق. وأخيرا رأيتها تدخل من الباب الخارجي. كانت منفعلة ولم تجلس غير دقيقة واحدة قائلة: إن هناك جماعة من أعيان الفرنساوية سيسافرون إلى فرنسا في الغد وفيهم دوجا قائمقام، وديزه ساري عسكر الصعيد، وبوسليج رئيس الكتاب ومدير الحدود، وإنها توسلت إلى ساري عسكر كليبر أن يسمح لها بالسفر معهم فوافق.
نزل علي الخبر كالصاعقة. طلبت مني أن أساعدها في حزم حقائبها، فصعدت معها إلى غرفتها وأنا مشدوه.
كانت الغرفة في حالة فوضى وحاجياتها متناثرة في كل مكان. وبدأنا نجمع الحاجيات ونضعها في حقائب. ورأيت أشياء كثيرة لم ألمحها من قبل في حجرتها، وأدركت أنها جمعتها في الأيام القليلة الماضية. كان هناك كوم من الأقمشة الموسلين والأوشحة والتافتاه وأقمشة قطنية وكتانية. وكانت هناك أكياس تمر حنة وبلح وحبهان وكركم وأفيون وحنة حمراء وبن وسن فيل وقرفة. وقالت إنها ستبيع كل ذلك لتنفق على نفسها في الأيام الأولى من وصولها.
انتهينا عند المغرب من إعداد كل شيء، فطلبت مني أن أنتظر حتى تغتسل. وجاءت في ردائها المعهود وقد لفت شعرها بالفوطة. ثم أحضرت زجاجة من النبيذ، وأصرت على أن أشرب معها. كان الشراب حلوا بعث الدفء في أوصالي وجعلني مرحا وحيا ثم حزينا. لاحظت تغيري فقالت: أنت حزين لذهابي ؟
قلت: طبعا.
قالت: ربما أعود وربما تأتي أنت إلى فرنسا. - وكيف أجدك؟ - لا أعرف أين سأكون. سأكتب لك عندما أستقر.
أوشكت أن أتوسل إليها أن تأخذني معها لكني لم أفعل. وكنت غاضبا فاستأذنت في الذهاب.
قالت: ألن تقبلني؟
قربت وجهها مني فقبلتها في فمها وإذا بها تحتضنني. وتعلقت يداي بها وكلبشت في جسمها.
دفعتني حتى وقعت على الأرض، ثم ركبت فوقي وأزاحت ردائي. قاومت لأني لم أتصور ماذا ستفعل. وإذا بها تعتليني وجعلت تتحرك فوقي في جنون.
Unknown page