فلو احتجم يظن أن الحجامة لا تفطر فصومه صحيح لأنه جاهل بالحكم، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ ﴿سورة الأحزاب ٥﴾ . وقال - تعالى ـ: ﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ ﴿سورة البقرة ٢٨٦﴾ . فقال الله: «قد فعلت»، وفي الصحيحين عن عدي بن حاتم ﵁ أنه جعل عقالين أسود وأبيض تحت وسادته فجعل يأكل وينظر إليهما فلمَّا تبيَّن أحدهما من الآخر، أمسك عن الأكل يظن أن ذلك معنى قوله تعالى: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ﴾ ﴿سورة البقرة ١٨٧﴾ .
ثم أخبر النبي ﷺ، فقال له ﷺ: «إنَّما ذلك بياضُ النهار وسوادُ الليل» (١) . ولم يأمره بالإعادة.
_________
(١) صحيح البخاري كتاب الصوم (١٩١٦) ومسلم كتاب الصيام (١٠٩٠) .