222

Caza Falsafa

عزاء الفلسفة

Genres

يقول يوبيتر كبير آلهة الرومان (زيوس عند الإغريق) لإبيكتيتوس: «لقد منحتك جزءا من نفسي: ملكة الاختيار بين البدائل، الطلب والإعراض، الرغبة والنفور، إذا استطعت أن تحفظ هذه العطية، وأن تجعلها ملكك الحقيقي، فلن تعرف القيد أبدا ولا العجز، ولن تئن ولن تشكو، ولن تتملق أحدا كيف تستهين إذن بكل هذه المزايا؟!» (إبكتيتوس، المقالات الأخلاقية).

مسيحية بوئثيوس

من المثير للحيرة أن يخلو «عزاء الفلسفة» من أية إشارة صريحة إلى المسيحية، وهو الذي سطره رجل مسيحي على مشارف الموت، ومن الأيسر له أن يلجأ إلى العزاء الديني والخلاص المسيحي!

غريب حقا أن يعتمد بوئثيوس في «العزاء» على مذاهب مستمدة من أفلاطون وأرسطو والرواقيين والأفلاطونيين المحدثين، ويقتبس الكثير من أقوالهم ولا يقتبس شيئا من الأناجيل أو العهد القديم أو كتب آباء الكنيسة، الأمر الذي دفع بعض الباحثين، مثل أوباريوس

Obbarius

وشارل جوردان

Ch. Jourdain

إلى القول بأن بوئثيوس لم يكن مسيحيا، أو كان مسيحيا بالاسم فقط.

1

غير أن هذا الرأي فيه تطرف وعنت، فهو يغفل الرسائل اللاهوتية الهامة التي كتبها بوئثيوس، والتي تنسب له أربع منها نسبة تاريخية محققة،

Unknown page