المنفوخ فيه إذا حبسناه بأيدينا تحت الماء ، وكما نجده من الحجر إذا أسكناه في الهواء ، فلا يحتاج إثباته فيها إلى مزيد بيان.
وكذا في الحركة الكمية ؛ لأنها مستلزمة للأينية ، إذ لا بد للنامي والذابل من وارد يتحرك إليه ، أو خارج يتحرك منه.
وأما الوضعية ، فلأن أجزاء المتحرك بتلك الحركة تخرج عن أمكنتها ، فاستدعت ميلا ومدافعة.
وكذا الحركة الكيفية إذا كانت طبيعية ، فإنها لما كان منشأ التبدل فيها حينئذ هو المتحرك ، فقد أخرج نفسه من كيفية وطلب كيفية أخرى ، فله مدافعة من الكيفية الأولى إلى الكيفية الثانية ، وهو المراد بالميل فيها.
وكذا الكلام في الحركة الجوهرية.
* وصل
كل ما يقبل الكون والفساد ففيه مبدأ ميل مستقيم البتة ؛ وذلك لما سيأتي من أن كل جسم فله حيز طبيعي ، ولا يكون لجسم حيزان طبيعيان ، فالصورة الكائنة لا تخلو إما أن تحصل في حيزها الطبيعي ، أو في حيز غريب ، وعلى الثاني يقتضي ميلا مستقيما إلى حيزها الطبيعي ، وعلى الأول كانت قبل الفساد حاصلة في حيز غريب ، فكانت تقتضي ميلا مستقيما إلى حيزها الطبيعي.
Page 244