متى تنتصر العين على الخرزة، وينتصر الدم على السكين؟ بل كيف ينتصر العنق الأعزل، على خيانات المقتدرين؟
186
والحب إذا بكى، أحجمت السماء عن إرسال حبال المطر، وتخشعت الأرض في أثوابها السمراء، وآن لكوثر الآلهة أن يجف.
187
إن ما أنجبته أقلام الأحرار، لأنبل مما أنجبته بعض تلكم الأرحام، فقد أنجبت الأقلام حضارة، بينما أنجبت الأرحام من هدوا صروحها.
188
تكمن مشكلة المتدين، في استباحة دم العلم، وتشوفه لإغلاق فمه، مع إيمانه المطلق بالحقيقة الدينية، كما تكمن مشكلة العلماني في تقديس المستباح من قبل المتدين، وكفرانه بأصالة الحقيقة الدينية، إذ يرى بها منادح واسعة على نحو دائم. والصحيح استلاب المعرفة أولا من محاجرها، بشقيها العقلي والروحي، لتكوين حقيقة ما، حيث لا يقين ما لم يكن قبل ذلك شك، وهذا مما يتعذر توفره في الطرفين، نظرا للاحتكار الناشب في فهم كل منهما.
189
يبقى الإنسان أكبر من حاجته، أكبر من كل ما يضمحل، وأكبر من كل مركب، فبنوال المال لن يشبع، وبالوصول إلى السلطة لن يقنع، وسيظل في لهث مستمر لنيل المزيد، ولا حاجة أكبر من الإنسان، سوى الإنسان، ولا نهاية لغاية كاملة، غير غاية الوصول إلى الله. «وأن إلى ربك المنتهى.»
190
Unknown page