============================================================
22 قال بعضهم : هل رأيت شرا قط إلا ممن تعرف؟!
ولهذا المعتى أنكر طائفة من السلف الصحبة، ورأوا الفضيلة فى العزلة والوحدة؛ كابراهيم ين أدهم، وداود الطائى، وفضيل بن عياض، وسليمان الخواص. وحكى عنه أنه قيل له: جاء إبراهيم بن آدهم أما تلقاه؟
قال: لأن ألقى سبعا ضاريا أحب إلى من أن القى إبراهيم بن أدهم!! لأنى إذا رأيته أحسن له كلامى وأظهر نفسى بإظهار أحسن أحوالها، وفى ذلك الفتنة.
وهذا كلام عالم بنفسه وأخلافها. وهذا واقع بين المتصاحبين، إلا من عصمه الله تعالى أخبرنا الشيخ الثقة أبو الفتح محمد بن عبد الباقى إجارة قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر محمد بن أحمد، قال: أخبرنا أيو القاسم إسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا أيو عمرو محمد بن عيد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو سليمان أحمد ين محمذ الخطايى، قسال: أخبرتا محمد بن بكر بن عبد الرازق قال حدثنا سلبمان بن الأشعث قال: حدثنا عبد الله ابن سلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن آبى صعصعة، عن آبيه عن آيى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله : (ايوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعاب الجبال ومواقع القطر يفر بدينه عن الفتن)) (1).
قال الله تعالى إخيارا عن خليله إبراهيم: (وأغتزلكم وما تدغون من دون الله وأذعو رتى4(1) استظهر بالعزلة على قومه.
قيل: العزلة ثوعان : فريضة، وفضيلة فالفريضة : العزلة عن الشر وأهله. والفضيلة: عزلة القضول وأهله.
ويجوز أن يقال: الخلوة غير العزلة، فالخلوة من الأغيار، والعزلة من النفس وما تدعو اليه، وما يشغل عن الله، فالخلوة كثيرة الوجود، والعزلة قليلة الوجود.
قال أبو بكر الوراق: ما ظهرت الفتنة إلا بالخلطة من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا. وما سلم إلا من جانب الخلطة.
وقيل: السلامة عشرة أجزاء، تسعة فى الصمت، وواحد فى العزلة (1) من آية 48 من سورة مريم (2) رواه الحاكم والدارقطتى.
Page 223