210

============================================================

11 فقال: قد رضيت ببشرى الله تعالى ورسوله، ولا أرفع صوتى أبذا على رسول الله، فأنزل الله تعالى ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله..) (1).

قال أنس: كنا ننظر إلى رجل من أهل الجنة يمشى بين أيدينا.. فلما كان يوم اليمامة، فى حرب مسيلمة، رأى تابت من المسلمين بعض الاتكسار واتهزمت طائفة متهم، فقال: أف لهؤلاء وما يصنعون!!

ثم قال ثابت لسالم بن حذيفة: ما كنا تقاتل أعداء الله مع رسول الله مثل هذا !ا ثم ثبتا.. ولم يزالا يقاتلان حتى قتلا، واستشهد ثابت كما وعده رسول الله وعليه درع، فرآه رجل من الصحابة بعد موته فى المتام فقال له: اعلم أن قلانا.. رجل من المسلمين نزع درعى فذهب بها وهو فى تاحية من العسكر وعنده فرس يستن فى طيله، وقد وضع لى درعى برمة، فأت خالد بن الوليد فأخبره حتى يسترد درعى، وأت أبا بكر- خليفة رسول الله فقل له: إن على ديثا حتى يقضى عنى وفلانمن بيدى عتيق: فأخبر الرجل خالذا فوجد الدرع والفرس على ما وصفه، فاسترد الدرع.

وأخبر خالد أبا بكر بتلك الرؤيا، فأجاز أبو بكر وصيته.

قال مالك بن أنس: لا أعلم وصية أجيزت بعد موت صاحبها إلا هذه، كرامة ظهرت لثابت، بحسن تقواه وأديه مع رسول الله.

فليعتبر المريد الصعادق ويعلم أن الشيخ عنده تذكرة من الله ورسوله، وأن الذى يعتمده مع الشيخ عوض ما لو كان فى زمن رسول الله واعتمده مع رسول الله.

فلما قام القوم بواجب الأدب أخبر الحق عن حالهم وأثنى عليهم، فقال: أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للثقوى(2) أى: اختبر قلوبهم، وأخلصها، كما يمتحن الذهب بالثار فيخرح خالصه، وكما أن اللسان ترجمان القلب، وتهذب اللفظ لتأدب القلب، فهكذا يتبغى أن يكون المريد مع الشيخ.

(1) آية رقم 3 من سورة الحجرات.

(2) من آية رقم 3 من سورة الحجرات.

Page 210