179

============================================================

18 ولا يصلى وعنده نوم يشغله عن الصلاة والتلاوة حتى يعقل ما يقول، وقد ورد (لا تكايدوا الليل) .

وقيل لرسول الله : إن فلانة تصلى من الليل، فإذا غلبها النوم تعلقت بحيل، فنهى رسول الله عن ذلك، وقال: (ليصل أحدكم من قليل ما تيسر فإذا غليه النوم فلينم) وقال عليه الصلاة والسلام : (لا تشادوا هذا الدين فإنه متين فمن يشاده يغلبه) ولا تبغضن إلى تفسك عبادة الله.

ولا يليق بالطالب ولا ينبغى له أن يطلع الفجر وهو نائم إلا أن يكون قد سبق له فى الليل قيام طويل فيعذر فى ذلك. على أنه إذا استيقظ من الفجر بساعة مع قيام قليل سيق فى الليل يكون أفضل من قيام طويل، ثم النوم إلى بعد طلوع الفجر.

فإذا استيقظ قبل الفجر يكثر الاستغفار، والتسبيح، ويغتنم تلك الساعة.

وكلما يصلى بالليل يجلس قليلا بعد كل ركعتين، ويسبح، ويستغفر، ويصل على رسول الله، فإنه يجد بذلك ترويجا وقوة على القيام.

وقد كان بعض الصالحين يقول : هى أول نومة، فان انتبهت ثم عدت إلى نومة أخرى فلا أنام الله عينى: وحكى لى بعض الفقراء عن شيخ له أنه كسان يأمر الأصحاب بنومة واحدة بالليل، وأكلة واحدة لليوم والليلة وقد جاء فى الخبر (قم من الليل ولو قدر حلب شاة).

وقيل : يكون ذلك قدر أربع ركعات .. وقدر ركمتين.

وقيل فى تفسير قوله تعالى: (ثؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) (1) هو : قيام الليل.

ومن خرم قيام الليل كسلا وفتورا فسى العزيمة، أو تهاونا به لقلة الاعتداء بذلك ، أو اعذارا بحاله، قليبك عليه؛ فقد قطع عليه طريق كبير من الخير.

وقد يكون من باب أرباب الأحوال من يكون له إيواء إلى القرب، ويجد من دعة القرب ما يفتر عليه داعية الشوق ويرى أن القيام وقوف فى مقام الشوق، وهذا يغلط فيه ويهلك به خلق من المدعين.

(1) من آية 26 من سورة آل عمران

Page 179