فجلس يتنهد ويتمسكن وقال: «أحمل إليك خبرا لا يسرك.»
فاضطرب ضرغام وقال: «هل أصاب جهان سوء؟»
قال: «لم يصبها سوء ولكن ...» وبلع ريقه.
قال: «ولكن ماذا؟ أين هي؟ قل!»
قال: «لا أدري أين هي يا سيدي ... فقد خطفها مني اللصوص.» قال ذلك وتظاهر بالبكاء.
فزأر ضرغام كزأر الأسد وحملق عينيه ووقف شعر شاربيه وأصبح منظره مخيفا وقال: «اختطفوها؟ من تجاسر على ذلك؟»
قال: «لا أعلم يا سيدي من أولئك اللئام الذين اختطفوها. ولكن تمهل قليلا حتى أقص عليك الخبر كما وقع.»
قال: «قل وأوجز.»
قال: «فارقتنا يا مولاي وظللنا في فرغانة بعد سفرك بضعة أيام ذقنا فيها الأمرين.» قال ذلك وأرسل بصره إلى صحن الجامع وخفض صوته كأنه يحاذر أن يسمعه أحد. فلما تحقق خلو المكان من السامعين قال: «إن مصيبتنا أتت من أقرب الناس إلينا؛ أتت من الرجل الذي أوصاه أبي بنا؛ فالأفشين لم يكتف بأنه حرمني من ميراث أبي حتى مد يده إلى أختي!»
فاقشعر جسد ضرغام من هذا التعبير مع ظنه أنه يعني تعديه على حصتها من الميراث كما تعدى على حصة سامان، ولم يخطر له شيء وراء ذلك فقال: «أظنه طمع في ميراثها أيضا؟»
Unknown page