على العرش، يريدون ملك، وإن لم يقعد على السرير ألبتة، وقالوه – أيضا - لشهرته في ذلك المعنى، ومساواته ملك في مؤداه، وإن كان أشرح وأبسط وأدل على صورة الأمر"١.
وقال البغدادي: "والصحيح عندنا تأويل العرش في هذه الآية على معنى الملك، كأنه أراد أن الملك ما استوى لأحد غيره، وهذا التأويل مأخوذ من قول العرب: ثل عرش فلان، إذا ذهب ملكه، قال متمم بن نويره في هذا المعنى:
عروش تفانوا بعد عز، وأمة ... هووا بعدما نالوا السلامة والبقا
وأراد بالعروش ملوكا انقرضوا.
وقال سعيد بن زائدة الخزاعي في النعمان بن المنذر:
قد نال عرشا لم ينله حائل ... جن ولا إنس ولاديار
وأراد بالعرش الملك والسلطان.
وقال النابغة:
بعد ابن جفنة وابن هاتك عرشه ... والحارثين يؤملون فلاحا
وأراد بهاتك عرش ابن جفنة سالب ملكه، فصح بهذا تأويل العرش على الملك في آية الاستواء على ما بيناه"٢.
وقال القفال: "العرش في كلامهم هو السرير الذي يجلس عليه الملوك، ثم جعل العرش كناية عن نفس الملك، يقال: ثل عرشه، أي:
_________
١ "الكشاف ": (٢/ ٥٣٥) .
٢ "أصول الدين": ص ١١٢.
1 / 39