حلم عسر التحقيق» (^١).
ومما يذكر أن الشقاء (^٢) اختار البادية، فقالت الصحة: وأنا معك، واختارت الرفاهية المدينة، فقال المرض: وأنا معك، كل ما تقدم لم تكن الحواضر كما هي عليه اليوم، ومع ذلك الذي ينبغي أن يُختار من المسكن أفضل ما يمكن من حيث موقعه وسعته وواجهاته وتصميمه. أما الموقع فقد تقدمت الإشارة إليه في الفقرة السابقة.
أما الواجهات فإن أفضلها ما دخلت عليه شمس الصباح الباكر وتخلله الهواء.
وأما السعة، فقد جاء في الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه من حديث سعد ﵁ أن النبي ﷺ قال: «أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الهَنِيءُ» (^٣).
ومن الأهمية بمكان أن يكون له فناء أو سطح، فإن ما لا يدرك جله لا يترك كله.
قال ابن القيم ﵀: «ومن تأمل هدي النبي ﷺ وجده أفضل هدي يمكن حفظ الصحة به، فإن حفظها موقوف على حسن