Cam Inhiyar Hadara
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Genres
Ḥikupta . ومن الغريب بمكان أن الكلمة موجودة في لوح مكتوب عليه بالنظام الخطي بي في كنوسوس بصفته اسم شخص كان مسئولا عن قطيع من ثمانين من الغنم في موقع كريتي؛ فهل من المحتمل أنه كان معروفا باسم «المصري»؟
40
تظهر كل هذه الكلمات الأجنبية المستعارة، الموجودة في الألواح المكتوبة بالنظام الخطي بي، على نحو مثير للاهتمام والفضول، أن العالم الإيجي كان على اتصال بمصر ومنطقة الشرق الأدنى أثناء العصر البرونزي المتأخر. قد يكون عدم امتلاكنا لأي سجلات توثق بيانات وعمليات تبادل معينة أمرا مستغربا وقد لا يكون كذلك؛ لأنه ليس بحوزتنا سوى السنة الأخيرة فقط من الأرشيف على أي حال؛ إذ إنه من الطبيعي في حالة الألواح التي كانت تتعرض لعمليات التدمير وتحرق عرضا، أنه من الممكن أنها قد مسحت (بدعك سطح الطين بالماء) وأعيد استخدامها كل عام أو حسب الحاجة. علاوة على ذلك، نعرف أن الميسينيين استخدموا هذه الألواح فقط لتسجيل بعض الأنشطة الاقتصادية للقصور. ومن المقبول تصور أن «أرشيف وزارة الخارجية» كان له مقرات في أماكن أخرى في مواقع ميسينية متعددة، مثل السجلات المماثلة في العمارنة في مصر وفي حاتوسا في الأناضول. (6) الخروج وفتوحات بني إسرائيل
فيما يختص بحرب طروادة، ومدينة طروادة، حوالي 1250ق.م، لدينا كم هائل من البيانات، حتى وإن كانت لا تزال غير قاطعة. غير أنه فيما يتعلق بالحدث الآخر الذي يقال إنه جرى في نفس الفترة الزمنية تقريبا، فنملك أدلة أقل بكثير، بل إن ما نملكه أقل قطعا. ذلك الحدث يتعلق بخروج العبرانيين من مصر، الحكاية التي يرويها الكتاب المقدس العبري.
حسب الرواية التوراتية، في أثناء حكم فرعون مصري لا يعرف اسمه، قاد النبي موسى بني إسرائيل للخروج من العبودية في مصر. كانوا قد استعبدوا، حسبما يخبرنا الكتاب المقدس العبري، بعد أن عاشوا أحرارا في مصر طيلة قرون عديدة. يقول سفر الخروج إنه كان قد مضى على وجودهم في مصر أربعمائة سنة من وقت أول وصول لهم في أثناء حياة يعقوب، أحد الآباء الأجلاء التوراتيين، ربما في حوالي القرن السابع عشر قبل الميلاد. إن كان الأمر كذلك، فسيكونون قد قدموا إلى مصر أثناء عصر الهكسوس ثم بقوا في مصر أثناء أوج العصر البرونزي المتأخر، بما في ذلك حقبة العمارنة. في عام 1987، اكتشف عالم المصريات الفرنسي آلان زيفي مقبرة رجل يسمى أبير إل، وهو اسم سامي، عمل وزيرا (أعلى مسئول معين) للفرعونين أمنحتب الثالث وإخناتون أثناء القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
41
على أي حال، كما تمضي الرواية التوراتية، خرج العبرانيون، يقودهم موسى، من مصر على عجل بعد أن أدت الضربات العشر، التي أحاقها إله العبرانيين بالمصريين، إلى اقتناع الفرعون المصري أنه من غير المجدي الإبقاء على هذه الأقلية من السكان مستعبدة. حسب الرواية، شرع بنو إسرائيل بعد ذلك في رحلة دامت أربعين سنة وقادتهم في نهاية المطاف إلى أرض كنعان والحرية. أثناء فترة التيه، يقال إنهم تبعوا عمود دخان نهارا وعمود نار ليلا، ويأكلون من حين لآخر المن الآتي من السماء. وبينما هم في طريقهم إلى كنعان، تلقوا الوصايا العشر على جبل سيناء وصنعوا تابوت العهد ليحملوها فيه.
أصبحت قصة الخروج هذه إحدى أشهر حكايات الكتاب المقدس العبري وأكثرها ثباتا، وما زال يحتفل بها في وقتنا هذا أثناء عطلة عيد الفصح اليهودي. ومع ذلك فهي أيضا واحدة من أصعب القصص من ناحية التثبت منها سواء عن طريق النصوص القديمة أو الأدلة الأثرية.
42
تشير الأدلة في القصص التوراتية إلى أنه «إذا» كان الخروج قد حدث بالفعل، فإنه حدث أثناء منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد؛ لأن الكتاب المقدس يروي أن العبرانيين في ذلك الوقت كانوا مشغولين ببناء «مدينتي مخازن» تسميان فيثوم ورعمسيس للفرعون (سفر الخروج، الإصحاح 1، الآيات 11-14). تشير التنقيبات الأثرية في مواقع هاتين المدينتين القديمتين إلى أن سيتي الأول، الذي ربما كان «الفرعون الذي لم يعرف النبي يوسف»، شرع فيهما في حوالي 1290ق.م، وأكملهما رمسيس الثاني (حوالي 1250ق.م)، الذي ربما يكون هو فرعون الخروج.
Unknown page