Calimat Urubiyya Fi Kimiya
عالمات أوروبيات في الكيمياء
Genres
ولدت يتسوفسكا-تريبياتوفسكا في ستانيسلافوف بالقرب من لفيف (أوكرانيا حاليا) في 19 نوفمبر عام 1908. عندما كانت فتاة صغيرة كانت مولعة بالعلوم الإنسانية ولكنها عندما التحقت بالمدرسة أغرمت بالكيمياء والفيزياء. ومن الأشياء المهمة التي أدت إلى ولعها بالكيمياء والفيزياء شخصية ماري كوري ونجاحاتها؛ إذ زارت ماري كوري لفيف وألقت محاضرة في مجلس المدينة، وشجع هذا الشابة الصغيرة على اتخاذ قرار بدراسة الكيمياء في جامعة لفيف للعلوم التقنية ضد رغبة والديها. وفي أثناء السنة الأكاديمية 1926 / 1927 أصبحت بوجوسلافا يتسوفسكا-تريبياتوفسكا (ومعها تسع فتيات أخريات) طالبة مستجدة بين 100 طالب في كلية الكيمياء.
وعندما كانت طالبة في الصف الثالث قابلت البروفيسور ياكوب الذي عرض عليها منصب مساعد، وبعد وقت قليل في 1931 نشرت أول ورقة علمية لها بعنوان: «مركبات الموليبدينوم سداسي التكافؤ والهيدروكسيلامين». ولكن الحب الحقيقي للسيدة الصغيرة يتسوفسكا كان الرينيوم، الذي أحضره البروفيسور ياكوب إلى لفيف في 1931. وفي 1932 نشرت أول ورقة بحثية لها بعنوان «عن الرينيوم خماسي التكافؤ»، وبوصفها باحثة شابة نشرت سلسلة من الأوراق البحثية في الكيمياء الفيزيائية لمركبات الرينيوم، ولا سيما تلك الخاصة بالآليات الكيميائية الكهربائية والآليات الكيميائية لاختزال البرينات إلى رينيوم خماسي التكافؤ. كانت منشوراتها تلاقي استحسانا واسعا، لدرجة أنها أثناء المحاضرات التي ألقتها في جامعة السوربون بباريس لقبت باسم «أم الرينيوم»، كما دخل هذا الموضوع أيضا في رسالة الدكتوراه الخاصة بها. وكانت أول امرأة تناقش رسالة دكتوراه في جامعة لفيف للعلوم التقنية في 1935. وهي تقول في مذكراتها: «وصفت مناقشة رسالة الدكتوراه في الجرائد، وكانت قاعة الجامعة الرئيسية مكتظة بمختلف المشاهدين، وكانت المرشحة الشابة للدكتوراه ترتدي فستانا أنيقا أسود اللون وتشبك فيه وردة حمراء.»
بوجوسلافا يتسوفسكا-تريبياتوفسكا (الصورة من مجموعة الصور الخاصة للمؤلف).
في 1935 تزوجت بوجوسلافا يتسوفسكا من فوجيميرز تريبياتوفسكي، أخصائي متميز في الكيمياء الفيزيائية للحالة الصلبة، وأثر هذا الزواج على منظورها للكيمياء تأثيرا جذريا. ولسوء الحظ، في 1939، دخل السوفييت بولندا ولفيف، وبدأت الحرب العالمية الثانية؛ وأوقف هذا البحث لفترة طويلة نوعا ما. وفي أثناء الحرب، عملت في البداية في متجر حلويات، ثم خوفا من شبح الانتقال إلى ألمانيا، بدأت في العمل في الاتحاد الألماني لمصانع لفيف حيث يتم تعيين البولنديين، وأصبحت مديرة لمصنع كيماويات «هوهير ألكهول». وفي عام 1942 بدأت يتسوفسكا تريبياتوفسكا تعاونها مع إيه كيه، حركة المقاومة البولندية المسيطرة في الحرب العالمية الثانية في بولندا المحتلة من الألمان. ونظرا لأنها كانت قادرة على الوصول للكيماويات، كانت مهمتها هي إنتاج المفرقعات. وكوفئت يتسوفسكا على عملها في منظمة المقاومة بأعلى أوسمة الدولة السرية البولندية.
في 1991، كافأ معهد الذكرى الوطنية في بيت المقدس - ياد فاشيم - بوجوسلافا يتسوفسكا بميدالية «الصالح بين الأمم» لإنقاذ حياة الدكتور إميل تازنر، الذي أصبح فيما بعد أستاذ الكيمياء في جامعة دانسيك التقنية، ومؤسس المدرسة البولندية لكيمياء الببتيدات، الذي كان مختبئا في المصنع من ديسمبر 1942 إلى أغسطس 1944. كما اختبأ أيضا في شقة الدكتور تريبياتوفسكا.
بعد إعادة احتلال الروس للفيف وتحويل المصنع الألماني إلى مصنع كيماويات عملت هناك لفترة وانتقلت بعد الحرب في ديسمبر 1945 إلى فروتسواف مع زوجها. وكانت الظروف شديدة الصعوبة؛ ففي ذلك الوقت كان 80 في المائة من مدينة فروتسواف غير موجود.
كانت رائدة من رواد البعث العلمي البولندي مع الكثير من الأساتذة من لفيف، بما في ذلك تنظيمها للحياة الأكاديمية من نقطة الصفر. في البداية نظمت البحث العلمي والتدريس في الجامعتين المندمجتين، جامعة فروتسواف وجامعة فروتسواف للتكنولوجيا (رأست كلية الكيمياء غير العضوية والتحليلية في قسم الصيدلة، وشغلت منصب أستاذ كرسي الكيمياء العامة وأستاذ كرسي الكيمياء غير العضوية في جامعة فروتسواف للتكنولوجيا، ثم شغلت منصب أستاذ كرسي كيمياء العناصر النادرة). في 1951، نظمت إنشاء كلية جديدة - كلية الكيمياء - في قسم الرياضيات والفيزياء والكيمياء بجامعة فروتسواف. وفي الأعوام من 1958 إلى 1962 شغلت منصب عميد هذه الكلية. شغلت ثلاثة مناصب هناك: أستاذا في الكيمياء غير العضوية، وفي الكيمياء العضوية، وفي الكيمياء الفيزيائية. وفي 1969 أسست معهد جامعة فروتسواف بعد جهد مضن أسفر عن دمج أقسام الكيمياء الثلاثة، وكان هذا المعهد هو سبب فخرها واعتزازها. كانت تطمح لتطوير مناهج بحثية جديدة؛ ومن ثم تضع معهدها في مقدمة المؤسسات العلمية العالمية. وفي الأعوام من 1969 حتى 1979 شغلت الأستاذة يتسوفسكا-تريبياتوفسكا منصب رئيس معهد الكيمياء وقسم الكيمياء غير العضوية في جامعة فروتسواف.
إلى جانب نشاطها التنظيمي، عملت تريبياتوفسكا بكل اجتهاد في المجال العلمي، وسعت بطريقة منهجية، وبعناد، إلى الوصول لأهداف أعلى وأعلى في مسيرتها العلمية، وقامت بعمل أطروحة في 1949 بالاستناد إلى دراسات في الكيمياء والكيمياء الفيزيائية للرينيوم. وفي 1954، منحت لقب أستاذ. وشاركت كمحاضرة في جامعات في باريس وروما وفلورنسا وجنيف وبيركلي وآن أربور وإيربانا-شامبين، ولوس أنجلوس وطوكيو وتورنتو وميلبورن وتولوز وبودابست وبراج وأثينا ونانكينج وبورتو ولندن واستوكهولم وفيينا وزيورخ وموسكو وبرلين ودرسدن وهال ولايبزيج ولينينجراد وغيرها. ونظمت العديد من المؤتمرات الدولية والقومية، ودعت العلماء من أهم المراكز البحثية في العالم إلى معهدها.
كان تنظيم اللقاءات العلمية ودمج البيئة العلمية أحد أهم أهداف تريبياتوفسكا. أما أهم أهدافها على الإطلاق، الذي حققته على أكمل وجه، فكان تقديم الكيمياء البولندية وكيمياء فروتسواف إلى البيئة العلمية في العالم. وقد طورت بيئة تعاونية واسعة النطاق مع الكثير من المراكز البحثية في العالم؛ مما أدى إلى مغادرة موظفي المعهد للحصول على فترات تدريب ولحضور العديد من المؤتمرات والندوات.
كانت شديدة الارتباط بالأكاديمية البولندية للعلوم، ومن 1967 كانت عضوا في الأكاديمية، ومن 1978 حتى وفاتها كانت رئيس فرع فروتسواف للأكاديمية البولندية للعلوم، ومن 1967، كانت أيضا رئيس قسم الكيمياء التركيبية، بمعهد درجات الحرارة الدنيا التابع للأكاديمية البولندية للعلوم في فروتسواف.
Unknown page