Calimat Urubiyya Fi Kimiya
عالمات أوروبيات في الكيمياء
Genres
ولدت كاثلين ياردلي في نيوبريدج، بأيرلندا في 28 يناير 1903، وكانت أصغر الأبناء العشرة لهاري فريدريك ياردلي، الذي كان وكيل مكتب البريد المحلي وزوجته جيسي كاميرون التي تمتعت بشخصية قوية رغم ضآلة جسمها. عندما بلغت كاثلين الخامسة من عمرها قررت أمها، التي كانت من لندن أصلا، أن تغادر الأسرة أيرلندا وتتجه إلى بيئة إسيكس الأكثر استقرارا. وبعد الالتحاق بمدرسة داونشول الابتدائية بين عامي 1908 و1914 حصلت كاثلين على منحة للدراسة في مدرسة مقاطعة إلفورد الثانوية للبنات، وهناك ظلت حتى عام 1919، مع أخذ دروس في الفيزياء والكيمياء والرياضيات العليا في مدرسة المقاطعة الثانوية للبنين. ومكنها ذلك من ضمان منحة للدراسة في كلية بدفورد للفتيات في لندن عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وفيها درست في البداية الرياضيات، ثم غيرت توجهها إلى الفيزياء بسبب حماسها للعمل المعملي والآفاق التي تفتحها الفيزياء لمسيرة مهنية في البحث التجريبي بدلا من التدريس الذي كان هو المهنة التي يسهل للفتيات خريجات العلوم الوصول إليها أثناء السنوات بين الحربين العالميتين. وفي 1922 حققت أعلى درجات في اختبارات البكالوريوس في جامعة لندن. وقد أثار هذا الإنجاز الذي حققته انتباه دبليو إتش براج الذي كان وقتها أحد ممتحنيها؛ فقدم لها منصبا بحثيا في تصوير البلورات بالأشعة السينية بكلية لندن الجامعية حيث حصلت على منحة قسم البحث العلمي والصناعي التي تبلغ 180 جنيها إسترلينيا في السنة. وعندما انتقل براج إلى المعهد الملكي في 1923، انتقل معه فريقه البحثي، الذي تضمن ياردلي، وفي العام التالي نشرت أولى ورقاتها البحثية.
كاثلين لونزديل (
http://www.britannica.com/EBchecked/topic-art/347705/39025/Dame- Kathleen-Lonsdale-1948 ).
في 1927 تزوجت ياردلي من توماس جاكسون لونزديل، وهو مهندس قابلته في الفترة التي قضتها بكلية لندن الجامعية، وانتقلا إلى ليدز حيث عمل توماس مساعدا في رابطة أبحاث الحرير، الموجودة في قسم النسيج بجامعة ليدز. وعلى الرغم من أنه كان من المعتاد أن تتقاعد النساء عن العمل العلمي بمجرد الزواج، فإن كاثلين استمرت في أبحاثها بدعم من زوجها، الذي قيل إن وجهة نظره هي أنه لم يتزوج ليحصل على خادمة مجانية. كانا يحرصان فيما بينهما على تقليل المهام المنزلية ومشاركتها؛ ليتمكن كلاهما من الاستمرار في عمله العلمي في المنزل في الأمسيات. عملت كاثلين في قسم الفيزياء حيث حصلت على وظيفة مساعد مدرس بدوام جزئي لتكمل منحة إيمي ليدي تيت التي حصلت عليها من كلية بدفورد من 1927 إلى 1929. ومكنتها منحة من الجمعية الملكية من شراء معدات جديدة، ووفر لها البروفيسور سي كيه إنجولد من قسم الكيمياء بليدز بلورات سداسي ميثيل البنزين، الذي عملت على توضيح تركيبه.
ولدت ابنة كاثلين وتوماس، جين، في 1929، وعادوا بعدها بفترة قصيرة إلى لندن حيث عمل توماس في معمل أبحاث رود. واصلت كاثلين أبحاثها طوال فترة حملها، وعندما كانت ابنتها صغيرة مكنتها منحة مديري المعهد الملكي التي تبلغ 50 جنيها إسترلينيا من الاستعانة بخادمة تعمل بأجرة يومية؛ مما أتاح لها الوقت للعمل على حساباتها. ومع ذلك، فإن العودة إلى لندن أخلت بعملها التجريبي، وظلت لمدة عامين تعمل في المنزل لحل مسائل رياضية وأكثر نظرية. ولدت طفلتها الثانية، نانسي، في 1931 وفي العام نفسه تمكن براج من توفير تمويل كاف من سير روبرت موند لدفع ما يكفي من المال للونزديل لحثها على العودة إلى معمله، حيث بقيت طوال الخمسة عشر عاما التالية. في البداية كانت المساعد البحثي لبراج ولكن لاحقا حصلت على منح وزمالات لعملها. وولد طفلها الثالث ، ستيفن، في 1934. وفي 1936 حصلت على الدكتوراه من جامعة لندن. وعندما توفي براج في 1942 واصلت العمل في المعهد الملكي تحت إشراف سير هنري ديل، وكانت زميل ديوار من 1944 إلى 1946. كان دور ديل، باعتباره رئيس الجمعية الملكية، مهما في تمهيد الطريق للنساء لترشيحهن للزمالة، وفي 1944 تم ترشيح لونزديل، بالإضافة إلى مارجوري ستيفنسون. في 22 مارس 1945 كانتا أول امرأتين تنتخبان لزمالة الجمعية الملكية.
في 1946 انتقلت لونزديل إلى أحد أقسام الجامعة عندما قبلت منصب مراجع في علم البلورات بكلية لندن الجامعية. كانت قد انسحبت من عملية الاختيار لكرسي الفيزياء في كلية بدفورد عندما اكتشفت قدر التدريس المطلوب في هذا المنصب. كذلك أصبحت محررة للجداول الدولية الخاصة بعلم تصوير البلورات بالأشعة السينية، وهو مشروع أخذ قدرا كبيرا من وقتها، وربما يكون قد نقص من قدرتها على متابعة أبحاثها الخاصة. في 1949 رقيت إلى منصب أستاذ ورئيس قسم؛ مما مكنها من تطوير مدرستها البحثية الخاصة. وأسست دورة ناجحة في تصوير البلورات بالأشعة السينية لطلاب الكيمياء ودورة ماجستير بين الكليات بالتعاون مع جيه دي برنال في كلية بيركبيك. واستمرت في خطوطها البحثية وطورت لاحقا اهتمامات جديدة، ولا سيما في الماس والحصوات البولية، وقد مول مجلس الأبحاث الطبية هذا المشروع الأخير وحول اهتماماتها نحو العلوم الطبية.
منذ منتصف الخمسينيات فازت لونزديل بالكثير من الأوسمة الشرفية، على الصعيدين القومي والعلمي. في 1956 منحت وسام الإمبراطورية البريطانية، وفي العام الذي يليه حصلت على وسام ديفي من الجمعية الملكية، التي كانت عضوا في مجلس إدارتها ونائب رئيس لها من 1960 إلى 1961. ومن 1959 إلى 1964 كانت السكرتير العام للجمعية البريطانية لتقدم العلوم وعملت رئيسا لقسم الفيزياء خلال عام 1967. وفي 1968 كانت أول امرأة ترأس الجمعية البريطانية لتقدم العلوم. منحها ثماني جامعات بريطانية شهادات شرفية. أما خارج المملكة المتحدة فقد كانت نائب رئيس الاتحاد الدولي لعلم البلورات من 1960 حتى 1966، وبذلك كانت أول امرأة تشغل هذا المنصب، وقد كرمت أيضا بتسمية شكل نادر من أشكال الماس يوجد في النيازك على اسمها.
كرمت لونزديل أيضا على أنشطتها خارج مجال العلم، بوصفها مناصرة قوية لتحسين الأوضاع في السجون وعضوا نشطا لحركة السلام، وقد انبثق كلاهما من معتقداتها الدينية القوية. كان كل من كاثلين وزوجها توماس قد أصبحا عضوين في جماعة بروتستانتية في 1935، وكانت كاثلين تنظر لأدوارها كعالمة وبروتستانتية وأم كأدوار مرتبط بعضها ببعض. وقد ارتبطت هذه الأنشطة ببعضها أثناء سجنها في معتقل هولواي لرفضها دفع غرامة قيمتها جنيهان إسترلينيان فرضت عليها لعدم تسجيلها في واجبات الدفاع المدني. لم يكن ثمة بند قانوني لرافضي الخدمة العسكرية، ومن ثم أودعت في السجن لمدة شهر. وقد زعم زوجها لاحقا أن هذه التجربة كانت التجربة الأهم التي شكلت حياتها، ومن بعدها أصبحت منشغلة بتفقد السجون والعمل عضوا في مجلس تفتيش سجن إيلزبري للنساء، ولاحقا نائب رئيس مجلس التفتيش بمؤسسة بولوود هول بورستال للفتيات. بالإضافة إلى ذلك كانت عضوا نشطا في حركة السلام، وانضمت إلى رابطة علماء الذرة عند بداية تأسيسها، ثم أصبحت فيما بعد نائب رئيس لها. حضرت العديد من اجتماعات باجوش، وكانت رئيس القسم البريطاني لرابطة المرأة الدولية للسلام والحرية وعضوا في لجنة الشرق-الغرب لجمعية الأصدقاء. وكانت كثيرة السفر، وفي بعض الأحيان تمكنت من الجمع بين تفقد السجون والمناقشات حول الأمن العالمي والاجتماعات العلمية. وقد كانت زيارات الولايات المتحدة الأمريكية في بعض الأحيان تنطوي على صعوبات، وقد أشار أحد مسئولي السفارة إلى أن ذلك كان نتيجة زيارتها «لروسيا والصين والسجون».
في 1961 تقاعد توماس وحمل على عاتقه بعض الأعباء ذات الصلة بأعمال السلام والسجون التي كانت تقوم بها. وانتقلا إلى بكسهيل في ساسيكس وأضافت كاثلين تغييرا أساسيا لعملها اليومي. تقاعدت في 1968 وأصبحت أستاذا شرفيا في كلية لندن الجامعية، وواصلت الكتابة في نطاق واسع من الموضوعات، ومن بينها الحصوات البولية والماس، إلى أن وافتها المنية.
العمل العلمي
Unknown page