فستر عينيه بيده وقال: «إلهي، إلهي!»
كان سرب الطائرات التي جاءت تئز عبر هجزباك ذلك المساء كالسحابة المظلمة، يمتد على طول عشرة كيلومترات، وذكرت الصحف جميعا وصف صلاة التكفير التي تمت في المساء السابق.
ونادى الأشخاص الذين وصلوا أولا، وهم ينزلون من الطائرة قائلين: «أيها الهمجي! أيها الهمجي!»
ولم يظفروا بجواب.
وكان باب الفنار على مصراعيه، فاقتحموه ودخلوا في ضوء كالشفق تحجبه النوافذ، واستطاعوا من خلال قبو في الجانب الآخر من الغرفة، أن يروا قاع سلم يؤدي إلى الطوابق العليا، وتحت قمة القبو تماما تدلت قدمان. - «أيها الهمجي.»
واتجهت القدمان ببطء شديد جدا - كأنهما إبرتا بوصلة تسيران على مهل - يمينا، فشمالا، فناحية الشمال الشرقي، فشرقا فناحية الجنوب الشرقي، فجنوبا، فناحية الجنوب الغربي، ثم توقفتا، وبعد بضع ثوان اتجهتا عائدتين على مهل كذلك يسارا، ثم إلى ناحية الجنوب الغربي، فالجنوب، فالجنوب الشرقي، فالشرق ...
Unknown page