ولما استرد هلمهلتز أنفاسه واستطاع أن يعتذر، ومهد الهمجي للإصغاء إلى حديثه قال: «مع ذلك فإني أعلم جيدا أن المرء بحاجة إلى مثل هذه المواقف المضحكة الجنونية، وأعلم أن المرء لا يجيد الكتابة حقا في غير ذلك، لماذا كان ذلك الكاتب القديم فنيا في الدعاية بدرجة تدعو إلى العجب؟ لأنه كانت لديه أشياء عدة جنونية أليمة تثور لها أعصابه، ولا بد للمرء أن يؤذى وأن يضطرب؛ لكي يستطيع أن يصوغ العبارات الجيدة التي تنفذ نفاذ أشعة إكس، ولكن عجبي من الآباء والأمهات!» وهز رأسه ثم قال: «لا تنتظر مني إلا أن أضحك من ذكرهما، ومن ذا الذي يهتم لأن ولدا ظفر بفتاة أو لم يظفر بها ؟» (وجفل الهمجي، ولكن هلمهلتز الذي كان يحدق في الأرض مفكرا، لم يبد عليه أي أثر)، واختتم حديثه متنهدا وقال: «كلا، إن هذا لا يغني، إننا بحاجة إلى نوع آخر من الجنون والعنف، ولكن ماذا عسى أن يكون ذلك؟ وأين يوجد؟» وصمت برهة ثم هز رأسه، وقال أخيرا: «لست أدري، لست أدري.»
الفصل الثالث عشر
ولوح هنري فستر خلال الضوء الخافت في مخزن الأجنة، وقال: «هل تحبين زيارة دار الصور المحسة الليلة؟»
فهزت ليننا رأسها دون أن تنبس ببنت شفة. «هل ستخرجين مع شخص آخر؟» وكان يشوقه أن يعرف من من أصدقائه سيصحب الآخر؟ وسألها: «هل هو بنتو.»
وهزت رأسها ثانية.
وتبين هنري الكلال في تلكما العينين الأرجوانيتين، والشحوب المستتر تحت لمعة السل الجلدي، والحزن الكامن في زوايا فمها القرمزي غير الباسم، وسألها في شيء من القلق: «هل تحسين بالمرض؟» وهو يخشى أن تكون متألمة من الأمراض المعدية القليلة الباقية.
وهزت ليننا رأسها مرة أخرى.
وقال هنري: «ينبغي لك على أية حال أن تزوري الطبيب، فزيارة الطبيب مرة كل يوم تبعد مرض الجمجام.» وأخرج هذه العبارة الأخيرة من قلبه، وكان تأثير هذا القول المأثور الإيحائي قويا في ليننا، وقد ضربها ضربة خفيفة على كتفها، واقترح عليها أنها «قد تكون بحاجة إلى شيء يعوضها عن الحمل، أو علاج بال ع. ع. ج
1
القوي الأثر، فأنت تعلمين أن العاطفة السليمة في العالم الجديد قد لا تكون أحيانا ...»
Unknown page