ليس لها من وجود.
لمن هذا الشيء؟ وإني لأتساءل:
أي كنه باطل له؟
هذا الشيء الذي لا وجود له،
وهو مع ذلك يعمر الليل الخاوي
عمرانا أشد كثافة من عضو التناسل؟
ولماذا يبدو لنا كريها هكذا؟ - «قدمت لهم هذه القصيدة مثالا، فرفعوا أمري إلى المدير.»
فقال برنارد: «ليس في هذا ما يدهشني، فهو يعارض بصراحة كل ما تعلموه بالإيحاء، أذكر أنهم أنذروا ربع مليون مرة على الأقل ضد العزلة.» - «أعرف ذلك، ولكني أردت أن أرى ماذا عسى أن يكون الأثر.» - «ولقد رأيت الآن.»
فلم يسع هلمهلتز إلا أن يضحك، وقال بعد فترة سكون: «أشعر كأني بدأت أظفر بموضوع أكتب فيه، كأني بدأت أتمكن من استخدام تلك القوة التي بداخلي - تلك القوة الزائدة الدفينة، كأن شيئا يقبل علي.» وظهر لبرنارد أنه برغم كل متاعبه جد سعيد، وائتلف هلمهلتز مع الهمجي في الحال، وكان ائتلافهما قلبيا حقا، حتى إن برنارد أحس بوخز الغيرة الحاد، فإنه خلال تلك الأسابيع جميعا لم يألف الهمجي تلك الألفة الشديدة، التي حققها هلمهلتز في الحال، وكان أحيانا وهو يرقبهما ويصغي إلى حديثهما، يشتد استياؤه ويود لو أنه لم يجمع بينهما البتة، وخجل من غيرته وقابل ذلك بمجهود إرادي وتناول السوما؛ كي يقي نفسه من الإحساس به، ولكن جهده لم ينجح كل النجاح، وكان لا مناص من أن تقع بين عطلة سومية وأخرى فترة من الغيرة، وعاودته هذه العاطفة الكريهة بين الفينة والفينة.
ولما التقى هلمهلتز بالهمجي للمرة الثالثة أنشد قصيدته في العزلة، وبعدما أتمها سأله: ما رأيك فيها؟
Unknown page