كادت آيريس لا تصدق أذنيها.
سألتهما بانفعال: «لكن ألا يخالف مبادئكما ألا تحركوا ساكنا لمساعدة امرأة إنجليزية ربما تكون في خطر؟»
رددت الآنسة روز باستهزاء: «خطر؟ ما الذي يمكن أن يحدث لها على متن قطار مزدحم؟ كما أن هناك أشخاصا آخرين يفوقوننا في قوة ملاحظتهم. على كل حال، لا يوجد سبب يدعوك لأن تتحاملي علينا فقط لكوننا إنجليزيتين.»
تحطمت آمال آيريس فجأة وألجمها الذهول. شعرت أن أبناء وطنها قد خانوها. ربما تتباهيان بارتدائهما فساتين سهرة حفاظا على مكانة بلديهما، لكنهما خذلتا إنجلترا. سقط علم الاتحاد الملكي ممزقا إربا عند قدميها، وتلاشت أنغام النشيد الوطني المنتصرة حتى صارت مجرد صفير مزمار صغير.
شعرت بكره شديد تجاههم جميعا جعلها تنظر بغضب إلى زوجة القس عندما أطلت برأسها من الباب.
ابتسمت السيدة بارنز ابتسامة عريضة وهي تشرح سبب وجودها. «زوجي نائم الآن؛ لذا فكرت أن آتي لنتحدث قليلا. أثناء السفر، ألعب أنا دور القائد، وهي تجربة جديدة علي، ولا أتعرض لها سوى مرة واحدة في السنة.»
كانت تتحدث في لهفة كأنها تحاول تبرير نقطة ضعف زوجها، ثم التفتت إلى آيريس التي كانت تهم بمغادرة المقصورة الصغيرة خلف البروفيسور. «لا تدعيني أكون سببا في مغادرتك.»
قالت آيريس بخيبة رجاء: «لا يوجد سبب يدعوني للبقاء؛ فأنت بالطبع لم تري الآنسة فروي، أليس كذلك؟»
سألتها السيدة بارنز: «أهي تلك السيدة الضئيلة التي ترتدي حلة من التويد، وتضع في قبعتها ريشة زرقاء؟ بالطبع أذكرها، وأذكر لطفها. نحن ممتنون للغاية لها لإرسالها النادل بالشاي.»
الفصل الخامس عشر
Unknown page