سألها: «هل قلت إنها سيدة إنجليزية؟»
أجابته آيريس بحماسة: «أجل، الآنسة فروي. هي تعمل معلمة خاصة.» «امم، أجل. هل أنت واثقة تمام الثقة أنها ليست في أي مكان على متن القطار؟» «أجل واثقة. لقد بحثت في كل مكان.» «امم. هي على الأرجح لم تكن لتترك مقعدها المحجوز إلا لسبب وجيه. متى غادرت المقصورة بالضبط؟» «لا أعلم. لقد كنت نائمة، وعندما استيقظت لم أجدها.» «إذن الخطوة الأولى هي استجواب الركاب الآخرين. إن لم تكن السيدة قد عادت حتى الآن، فقد أفكر في استدعاء الحرس وطلب إجراء تفتيش رسمي للقطار.»
غمز الشاب بعينه لآيريس كي يلفت انتباهها لكفاءة البروفيسور.
وقال: «تلك فرصة جيدة لك لتحسين معرفتك باللغة أيها البروفيسور.»
ذكرت ملاحظته تلك آيريس بأن معرفة البروفيسور باللغة هي معرفة أكاديمية، لكن الشاب على الأرجح أكثر دراية منه باللغة الدارجة. وهذا مهم؛ فقد بدأت تعتقد أن اللبس القائم حول الآنسة فروي نابع من عدم إتقان البارونة للغة الإنجليزية. كانت لكنتها جيدة، لكنها إن لم تكن تفهم جميع ما قيل، فلن تقر بجهلها أبدا.
قررت آيريس ألا تترك أي شيء للحظ، فنظرت إلى الشاب العابث باستعطاف.
وسألته: «هلا رافقتنا أنت أيضا كي تسب نيابة عنا؟»
رد: «مثل عصفور؛ أعني مثل ببغاء. من بعدك يا بروفيسور.»
ارتفعت معنويات آيريس أثناء سيرهم عائدين إلى المقصورة. كانت لا تزال قلقة بشأن الآنسة فروي، لكن مرافقها أضفى حسا بالصحبة.
قال لها: «اسمي هير. هو اسم طويل يصعب أن تتذكريه. من الأفضل أن تناديني ماكسميليان، أو ماكس إن أحببت. ما اسمك ؟» «آيريس كار.» «سيدة؟» «بل آنسة.» «هذا جيد. أنا أعمل مهندسا هنا. أبني سدا وسط بعض الجبال.» «يبدو ذلك مسليا. أما أنا فنكرة.»
Unknown page