قالت في نفسها: «وأنا كنت أنتظر منهما أن تخاطرا بتفويت حجوزاتهما وإفساد خطة عشائهما. يا له من أمل!»
أسندت ظهرها إلى النافذة مرة أخرى بينما رأت النادل ذا الشعر الأشقر يسير نحوها في الممر. رأته الآنسة روز يمر، فلحقت به.
وصاحت بنبرة أودعتها أقصى ما بوسعها من تغطرس: «انتظر. هل تتحدث الإنجليزية؟» «أجل سيدتي.» «إذن أحضر لي بعض أعواد الثقاب رجاء. أعواد الثقاب.» «أفهم سيدتي، حسنا.»
قالت آيريس التي صارت تتشكك في الجميع في نفسها: «أتساءل إن كان قد فهمها حقا.»
كانت شكوكها غير مبررة؛ إذ بعد برهة عاد النادل ومعه صندوق أعواد ثقاب. استخدم واحدا منها لإشعال سيجارة الآنسة روز، ثم ناولها الباقي محنيا رأسه لها احتراما.
قال للآنسة روز: «سائق القطار يفي بالتزاماته، وسيصل القطار إلى ترييستي في موعده المحدد.» أجابته بدورها: «أوه، ذلك أمر جيد بكل تأكيد.»
بدا متحمسا لخدمة الجميع. عندما نادت عليه آيريس بدورها، دار على عاقبيه برشاقة وكأنه متحمس لخدمتها.
لكن عندما عرفها تغير وجهه. اختفت ابتسامته وتلفت حوله، وبدا كأنه يحاول أن يهزم رغبته في أن يفر هاربا.
لكنه مع ذلك، استمع لها ممتثلا وهي تعطيه أمرا.
قالت له: «أنا لن أذهب إلى عربة الطعام لتناول العشاء. أريد منك أن تحضر لي شيئا لآكله في مقصورتي، تلك التي في آخر الممر. أريد كوبا من الحساء أو مرقة بوفريل، أو حليب أوفالتين. لا أريد أي جوامد. هل تفهمني؟» «أفهم سيدتي، حسنا.»
Unknown page