Cadd Tanazuli
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Genres
صار فون براون جاهزا في أوائل عام 1958، مثلما وعد، لكن المشاركين في مشروع الصاروخ «فانجارد» نجحوا في الوصول إلى منصة الإطلاق أولا، من خلال صاروخ أجروا محاولة إطلاقه التجريبية في 6 ديسمبر. ويصعب على المرء بالتأكيد أن يتحدث عن هذا الصاروخ بالحماس نفسه الذي كان يتحدث به عن صاروخ كوروليف «آر-7»؛ حيث كانت قوة دفع مرحلته الأولى، التي تزن 27 ألف رطل، لا تزيد عن ثلاثة في المائة من قوة دفع الصاروخ الروسي. وكان محرك المرحلة الأولى في «فانجارد» قد أجرى رحلة واحدة فقط، قبل أسابيع قليلة. ولم يحلق صاروخ المرحلة الثانية على الإطلاق ؛ إذ كان مصمموه قد توقفوا عن اختباره خشية ألا يصمد محركه طويلا عند تشغيله. ولم يكن القمر حتى هذا الجسم الكروي الذي يزن 21,5 رطلا مثلما أعلن؛ بل كان لا يزيد عن ثلاثة أرطال، وكان عرضه لا يزيد عن ست بوصات، وهو ما يزيد قليلا عن حجم ثمرة جريب فروت. ومع ذلك، كانت أهمية الصاروخ بالغة؛ حيث كان يحمل آمال البلاد. وكان ذلك الصاروخ هو كل ما تملكه البلاد آنذاك.
انتهى العد التنازلي وحانت لحظة الإطلاق. بدأ الصاروخ في الارتفاع، ثم على حد تعبير أحد المراقبين: «بدا كما لو أن أبواب الجحيم قد فتحت. انبثقت ألسنة لهب عمودية براقة من جانب الصاروخ قرب المحرك. توقف الصاروخ لحظة على نحو محزن، واهتز مرة أخرى، ثم بدأ يسقط على مرأى ومسمع منا ونحن في حالة صدمة، لا نستطيع تصديق ما يحدث. غاص مثل سيف كبير مشهور في أنبوب الإطلاق. سقط ببطء متحطما، ليرتطم بالأرض وبجانب من منطقة الاختبار مصدرا صوتا هائلا يمكن سماعه والشعور بقوته فيما وراء الحائط الخراساني لبرج المراقبة الذي يبلغ سمكه قدمين. ساد شعور بعدم التصديق للحظة أو لحظتين، وكنت أستطيع أن أرى ذلك مرتسما على الوجوه، بل كنت أشعر بذلك شخصيا.»
9
كان رد الفعل سريعا. صاح ليندون جونسون منتحبا: «يا إلهي! كم سيمضي من الوقت، كم سيمضي من الوقت، قبل أن نلحق بقمري روسيا؟» أطلق الألمان على القمرين «سبوتنيك 1» و«سبوتنيك 2» الصناعيين اسم «سبيتنيك» (ليتنيك). وأطلق كتاب آخرون العنان لتعبيراتهم:
لندن ديلي هيرالد:
آه، يا له من فلوبنيك!
لندن ديلي إكسبريس:
الولايات المتحدة تطلق عليه «كابوتنيك».
لويزفيل كوريير-جورنال: «ربما يسمع صوت طلقة مدوية حول العالم، لكن ثمة أوقات يكون صوت الفشل أعلى.»
أوتاوا جورنال: «يقول الخبراء إن الصاروخ لم ينطلق عن الأرض نظرا «لفقدان قوة الدفع»، وهي عبارة لافتة للنظر. فقدان قوة الدفع هو ما تعاني منه الديمقراطيات الغربية.»
Unknown page