للحاكم ومحنة للمحكومين، و«أنه لا يصلح إلا بشدة لا جبرية
21
فيها، ولين لا وهن
22
فيه»، وأن الخليفة مسئول عن ولاته واحدا واحدا في كل كبيرة وصغيرة، ولا يعفيه من اللوم أنه أحسن الاختيار.
قال يوما لمن حوله: «أرأيتم إذا استعملت عليكم خير من أعلم، ثم أمرته بالعدل، أكنت قضيت ما علي؟ قالوا: نعم. قال: لا، حتى أنظر في عمله؛ أعمل بما أمرته أم لا!»
وعهوده على نفسه هي خير العهود التي تؤخذ على ولاة الأمر، وأبينها للحدود القائمة بين الراعي والرعية، وخير ما فيها أنه كان يحث الناس على الاستغناء عن التحاكم إلى الحكام، خلافا لأصحاب الأمر الذين يودون لو فرضوا لأنفسهم حكما في كل شيء، فكان يقول لهم: «أعطوا الحق من أنفسكم، ولا يحمل بعضكم بعضا على أن تحاكموا إلي ...»
وجمع صلاح الأمر
23
في ثلاث: «أداء الأمانة، والأخذ بالقوة، والحكم بما أنزل الله.» وصلاح المال في ثلاث: «أن يؤخذ من حق، ويعطى في حق، ويمنع من باطل.»
Unknown page