الوعود
فوقفت وهي تنظر إليه وتتفرس في سحنته، وهو يرنو إليها بلطف وسكينة ثم قال: «لا تغضبي يا حسناء، ولا تنقمي علي، فإني ارتكبت العظائم في سبيل حبك. إني أحبك.» قال ذلك بنغمة المحب الولهان.
فلم يزدها ذلك إلا غضبا وقالت: «أنا لا أحبك. يكفي ما سببته لي من البلاء.»
قال سعيد: «لم أسبب لك بلاء، ولا ذنب لي عندك سوى أني أحبك، وقد عرفتك قبل أن يعرفك صاحب هذا القصر.»
قالت الزهراء: «وتتجاسر على جارية أمير المؤمنين. ألا تعلم أن الناصر إذا اطلع على حقيقة أمرك قتلك حالا.»
قال سعيد: «لا تجعلي للطيش سبيلا إلى عقلك. تذكري أخاك وأن حياته في يدي، إذا شئت قتلته في هذه الساعة.»
قالت الزهراء: «كذبت. قد عرفت الآن أنك تحتال علي وتحملني على خيانة مولاي ومولاك الناصر، فلا تطمع في نيل مرامك، إنك ميت لا محالة، دعني وإلا صرخت صرخة جمعت عليك أهل القصر فيسوقونك إلى حتفك.»
فترك سعيد يدها وقال: «يظهر أنك لم تصدقي قولي، إن أخاك حي، وإنه معرض للقتل، ولا ينقذه من الموت سوى استرضائي. لا تتهوري. إذا كنت تعتقدين أني كاذب وأنك قادرة على أذاي فهذا لا يفوتك في أي وقت تريدين، فلا تتعجلي فتعود العائدة عليك. إن لأمير المؤمنين ثقة في وفي تنجيمي لا تتزعزع.»
فقطعت كلامه قائلة: «أنا أخبره أنك خائن وأطلعه على حقيقة أمرك.»
فقال سعيد: «هل تظنين أنه يصدقك؟»
Unknown page