وقوله: ﴿عُذْرًا أَوْ نُذْرًا﴾ ١ وقوله: ﴿وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾ ٢ وهذا "زلل" عظيم عند المحققين فلا تكون "أو" بمعنى الواو قط وقوله جل وعلا أو يزيدون عند أصحاب المعاني كالزجاج٣ والفراء٤ وغيرهما محمول على تنزيل الخطاب على قدر فهم المخاطب والتقدير وأرسلناه إلى عصبة لو رأيتموهم لقلتم مائة ألف أو يزيدون.
وعليه خروج قوله تعالي: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ ٥ والرب ﷿ لا يتعاظمه أمر ولكن المعنى إن الإعادة أهون في ظنونكم فإذا اعترفتم بالإقتدار على الإبتداء والإعادة أهون عندكم فلم منعتموها؟.
وفي هذا المعنى قوله تعالى: في خطاب موسى وهارون ﵉ إذ بعثهما إلى فرعون: ﴿لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ ٦ والترجي لا يليق بحكم علام الغيوب ولكن المعنى كونا على رجائكما في تذكيره إذ لو أطلعهما على الغيب في إبائه لما شمرا في الدعوة.
وقوله تعالى: ﴿عُذْرًا أَوْ نُذْرًا﴾ ٧ تقرب "أو" فيه من التخيير في قول القائل جالس الحسن٨ أو ابن سيرين٩ وقوله تعالى: ﴿آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾ ١٠ يتجه فيه ما ذكرناه.
_________
١ آية "٦" سورة المرسلات.
٢.آية "٢٤" سورة الإنسان.
٣ الزجاج هو: إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج سمي بذلك لأنه كان يخرط الزجاج تلقى العلم على المبرد وكان يدفع له الأجر بمشقة لقلة ذات يده مات سنة "٣١١" له ترجمة في طبقات الأدباء "٣٠٨" و"الفهرست" "٦٠" ومعجم الأدباء.
٤ الفراء هو: يحيى بن زياد الفراء الديلمي من موالي بني أسد في الكوفة أخذ عن الكسائي وكان إماما ثقة له شأن عظيم في اللغة قال أبو العباس: لولا الفراء لما كانت اللغة مات سنة "٢٠٧" له ترجمة في: وفيات الأعيان ٢/٢٢٨ وطبقات الأدباء "١٢٦" والفهرست "٦٦" ومعجم الأدباء ٢٠/٩.
٥ آية "٢٧"سورة الروم.
٦ آية "٤٤" سورة طه.
٧ آية "٦" سورة المرسلات.
٨ الحسن هو: ابن أبي الحسن يسار البصري أبو سعيد مولى زيد بن ثابت وقيل جابر بن عبد الله وقيل: أبو اليسر قال سليمان التميمي: الحسن شيخ أهل البصرة مات سنة "١١٠" له ترجمة في: وفيات الأعيان ١/١٢٨ والعبر ١/١٣٦ وشذرات الذهب ١/١٣٦.
٩ ابن سيرين هو: محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر بن أبي عمرة البصري مولى أنس بن مالك قال ابن سعد: ثقة مأمون عال رفيع فقيه إمام كثير العلم والورع مات سنة "١١٠" له ترجمة في: وفيات الأعيان ١/٤٥٣ وشذرات الذهب ١/١٢٨ والعبر ١/١٣٥ وحلية الأولياء ٢/٢٦٣.
١٠ آية "٢٤" سورة الإنسان.
1 / 54