تطلعت إلى الساعة. عشر دقائق على موعد الغداء.
دق جرس الطعام فغادرت الحديقة إلى المطعم في غير حماس. كان هناك طبق من الطماطم، بدأت بها بينما تركها زملاء المائدة إلى النهاية باعتبارها - بسبب ندرتها - من الفواكه.
اقترح
هانز
بعد الأكل أن نخرج إلى الغابة، فوافق الطبيب و
هايدي . وخرجت معهم. هبطنا الطريق المنحدر ثم اتجهنا يمينا. المنازل متلاصقة ومن نفس الطراز، ولا أحد في نوافذها غير عجوز تطلع إلى شعر رأسي المجعد بدهشة شديدة.
امتد الطريق صاعدا إلى هضبة انتشرت فوقها أشجار البلوط الكثيفة. شققنا طريقنا بين أشجار التوت البري. انتقيت ثمرة تلاصقت فصوصها الدقيقة في قلب دائري مجوف ومدبب الطرف. فتحتها فانبثق منها سائل أحمر اللون كالدم.
أصبحنا وسط غابة من الأشجار الإبرية التي تنتصب في رشاقة، قوية سمراء، مستقيمة الساق، عارية من الأوراق، تنطلق منها الفروع القصيرة الجرداء. كانت قاعدة كل شجرة متشبثة بالأرض في قوة كقبضة يد هائلة. التقطت لها عدة صور.
وقفنا على حافة الهضبة وتحتنا جرى جدول صغير في هدوء ولم يكن هناك أحد غيرنا. وصاح الطبيب: «إيهوووه». وجاء رجع الصدى. قال
هانز : إن الأطفال يلعبون الهنود الحمر هنا. واقترح أن نصعد الهضبة الثانية، وكانت أقدامنا تتلمس فروع الأشجار الميتة التي دفنت في الأرض وتحولت إلى ما يشبه الدرج.
Unknown page