أجاب: خمسة عشرة بالمائة.
غادر مقعده وجذبني من ذراعي، فتبعته إلى غرفة جانبية تكدست بها أكوام الكتب. قال وما زالت الابتسامة الآسفة على شفتيه: التوزيع هو مشكلة المشاكل. والكتاب لا ينجح إلا إذا أخذت منه إحدى الحكومات ألف نسخة. وهم طبعا ينتقون الكتب بمقاييس دقيقة للغاية. وبعد ذلك يأتي دور المعاملات البيروقراطية ثم الوسطاء العديدين. النتيجة أني في أزمة متصلة.
قلبت بين الكتب، فطلب مني أن آخذ ما يعن لي. اخترت كتابا عن دور المملكة السعودية في دعم النظام الرأسمالي العالمي، وآخر عن الثورة الإيرانية، وثالثا عن خطط إسرائيل لمستقبل المنطقة في العقد القادم.
خرجنا إلى الصالة فدرت بعيني باحثا عن الفتاة السمراء، دون أن أجدها. وعدنا إلى غرفته، فقال وهو يجلس إلى المكتب: لعلك تكون قد أحضرت لي شيئا معك.
أخرجت مخطوطتي من حقيبة اليد، وقدمتها إليه قائلا: للأسف أني وعدت بها عدنان الصباغ، فإذا لم يتمكن من نشرها، أعطيتها لك.
تناول المخطوطة وقال: مسكين. لقد أصيب بخسارة فادحة. لكنه سيقف على قدميه بسهولة؛ فهو مدعوم من مصادر كثيرة.
تساءلت: مثل؟
أجاب: حبيبي. المصادر معروفة ولا داعي لذكرها.
دخلت علينا سيدة أربعينية، ترتدي سترة خضراء من الشامواه فوق فستان مزركش، وتمسك في يدها بنظارة طبية. كانت بيضاء البشرة، شقراء الشعر، لكني أدركت أنه مصبوغ.
ابتدرت صفوان قائلة: سأسافر صباحا.
Unknown page