على يد ريح بالفرات شمال
ولا يرعك قوله: «تشبهها في الجنح أم رثال»؛ فإنه أسلوب مألوف من أساليب القدماء حين كانوا يشبهون السحاب بالنعام، ولكنك تحب التصريح والكلام القريب، فهو يتمنى ما كان ينكره على الإبل من العودة إلى أرض الشام تحمله إليها غمامة أو تتهاداه الريح حتى تبلغ به شاطئ الفرات غير بعيد من حلب والمعرة.
وإذا كنت تريد تصريحا أصرح ووضوحا أوضح فاقرأ قوله:
فيا برق ليس الكرخ داري وإنما
رماني إليه الدهر منذ ليال
فهل فيك من ماء المعرة قطرة
تغيث بها ظمآن ليس بسال
ولا يشغلك الشعر عن التاريخ؛ فأبو العلاء يقول هذه القصيدة بعد أن وصل إلى بغداد بليال قليلة، وهو يقول بعد ذلك:
دعا رجب جيش الغرام فأقبلت
رعال ترود الهم بعد رعال
Unknown page