Balagha Casriyya Wa Lugha Carabiyya
البلاغة العصرية واللغة العربية
Genres
كي نجعل العلوم مصرية كي نجعلها عربية نحتاج إلى شيئين:
الأول:
ألا نخترع أسماء للكلمات العلمية، بل ندخل الأسماء في لغتنا كما هي، فنقول الأتومبيل بدلا من السيارة.
والثاني:
أن نكتب اللغة العربية بالحروف اللاتينية.
فأما الكلمات العلمية فمكانها من الثقافة البشرية عالمية فكلمات: ميكروب وبكتريا، وأسفلت، وأكسوجين، وبترول، وفيتامين، وهورمون، ودينصور، وسيلاكانت، ودفتريا ونحوها؛ تعد عالمية؛ لأن جميع المثقفين يعرفونها بهذه الأسماء ولا يترجمونها إلى لغاتهم؛ أي أن هذه الكلمات ليست إنجليزية أو يابانية أو صينية أو ألمانية أو روسية، وإنما هي كلمات علمية، اتفق العلميون في جميع الأمم المتمدنة على أن يبقوها كما هي ولا يترجموها إلى لغاتهم، ويجب علينا أن نقتدي بهم.
وهذا هو عكس ما يفعله مجمع اللغة العربية في مصر؛ فإنه يخترع كلمات عربية لهذه الكلمات العلمية كأن العالم كله على وفاق إلا نحن، فإننا ننشق عليه ونجعل للعلم لغة غير لغته في جميع الأقطار.
أما الحروف اللاتينية فضرورة حتمية للغتنا؛ لأنها بحروف العلة الزائدة فيها تجعل النطق للكلمات صحيحا؛ إذ هي ستة حروف بينما هي ثلاثة فقط في الحروف العربية، ولذلك نجد أن كلمة «ملك» العربية يمكن أن ننطقها بحيث تعني: ستة أو سبعة معان، بينما هي بالحروف اللاتينية يمكن ضبطها؛ فلا تعني غير معنى واحد.
ولكن التعبير العلمي وهو تعبير المستقبل ينهض فوق ذلك على تأليف الكلمات من أصول وزوائد لاتينية أو إغريقية يدل تركيبها على المعنى المقصود من الكلمة؛ ولذلك نحن نفهم الكلمة العلمية عندما نقرأها بالحروف اللاتينية، ذلك أننا ننطقها النطق السليم ونفهم مقاطعها الأصلية في اللغتين الإغريقية واللاتينية، وهذا محال في الحروف العربية الحاضرة، والفهم هو الغاية الأولى والأخيرة من اللغة. فيجب ألا نتخذ أسلوبا في الكتابة يؤدي إلى تعطيل الفهم أو تعويقه. •••
وأخيرا أناشد الأطباء والمهندسين والبيولوجيين والجيولوجيين والذريين والزولجيين والبوتانيين؛ أن ينطقوا بالحق وأن يقولوا لنا كلمة الحق، وهو أنهم يعرفون علومهم هذه ويمارسون فنونها ولكنهم يعجزون عن التأليف بها في اللغة العربية لسببين:
Unknown page