214

وعنه تفرقوا ولم يحمد ولم يحضر من قضاة شهارة الفقيه حسين بن حنش ولا السيد حسين بن صلاح. والسيد يحيى بن أحمد الشرفي كتابه كان مضمونه صحة إمامة القاسم عنده وعند ابن حجاف وقيس وإسماعيل، وبعثوا برسائل الجهات بحكم أولئك الحكام بإمامة قاسم، فتغير محمد بن الإمام من ذلك، وطلب قضاة صنعاء يكتبون أن الذي صح عنده وعندهم إمامة أحمد، وأرسلوا بذلك إليه، وكتاب آخر إلى القبائل وقام وقعد. وكان قد طلب القاسم عقد صلح مدة معلومة ويبقى على الإمامة[175/أ]، فلم يجب إلى ذلك، ونبح عند ذلك نابحه، وهو أن محمد بن أحمد بن الحسن بن القاسم تصرف في موزع واستولى عليه في أوامره ونواهيه ومرجوعاته، وقال: هو يحتاج إليه ولا يرضى بمصيره إلى غيره ولا يسامح فيه، وظهرت التربشات، فنعوذ بالله من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

ووصل أول الحجاج على قلتهم إلى اليمن، وكان وصولهم متأخرا عن عادتهم، فلم يصل المخفون منهم إلا خامس وعشرين شهر الحجة والعادة يصلون العاشور وقبله، فسألت حاجا منهم فقال: كان الحج مباركا، وقف الناس الجمعة، وأقواهم الشامي ثم بعده المصري ثم العراقي، قال: وخرج مع الشامي ولد الشريف بركات، وأنه كان دخل العام الماضي وخرج هذا العام بكسوة لوالده وتقريرات يده[175/ب]، وخرج أمير مع المحمل الشامي وكان الشامي معتمدهما لكونه من باب السلطان، وفرحان ساروا وهو بمكة ما كان قد خرج عنها،وكان دخولهم من طريق تهامة مع فرحان لأجل قلتهم هذا العام، وضعف حج اليماني عن سائر الزمان، قال: وكانوا في نية العود مع فرحان من طريق تهامة لأجل قلتهم عن العادة، فانتظروه، ثم لما طال انتظارهم اضطروا إلى السير وحدهم من طريق السراة معتادهم متوكلين على الله، {ومن يتوكل على الله فهو حسبه } فاجتمعوا نحو خمسة وعشرين نفرا، ومروا طريق السراة، فلم ينلهم مكروه، إلا أنه تأخر وصولهم.

Page 517