الجزء الأول
[خطبة الكتاب والكلام على تفسيرها]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وبه أستعين وعليه أتوكل أحمدك اللهم على ما اسبلت من نعمائك التوام الشوامل. وأشكرك على ما أجزلت من آلائك العوام الكوامل. حمدا أستنزل به فيض جودك الهاطل. وشكرا استمطر به غيث كرمك الواصل. وأشهد أن لا اله الله وحدك لا شريك لك ولا مماثل. شهادة تتكفل ببلوغ المرام من دخول دار السلام والسلامة من كل خطب هائل. وأشهد ان محمدا عبدك ورسولك وحبيبك وخليلك اصطفيته من خيرة العرب وأشرف القبائل. وأيدته بالبراهين القطعية وأوضح الدلائل. وجعلته مجمعا للخيرات ومنبعا للفضائل. وزينته باحسن الاخلاق وأكرم الشمائل ومدحته بما منحته فقلت «وانك لعلى خلق عظيم» وأنت أصدق قائل. اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الا ماجد الاماثل. كلما ذكرك وذكره ذاكر وغفل عن ذكرك وذكره غافل (وبعد) فان بهجة المحافل. للامام الحافظ أبي زكريا يحيى بن أبي بكر العامري العلامة الفاضل. لما كانت من أحسن الكتب المصنفة والاسفار المؤلفة في الفنون المختلفة من تلخيص المعجزات والسير والشمائل. واشتملت على آيات قرآنية وأحاديث نبوية ومسائل فقهية وآداب شرعية ولغوية واحتاجت لنصب علم على ما فيها من المجاهل. يستدل به الناهل على أعذب المناهل.
استخرت الله تعالى في نصب علم يسهل مجهلها ويحل مشكلها ويفتح مغلقها ويقيد مطلقها ويعزي غالب أحاديثها وأقاويلها الى المخرج والقائل وشحته من شرح مسلم للامام النووى الجليل ومن التوشيح والديباج للسيوطى الحافظ النبيل ومن تفسير الحسين بن مسعود الفراء البغوى معالم التنزيل مستعينا غالبا بالنقل عنه عن ابن اسحاق وغيره ممن هو عنه ناقل وأسأل من لا تبرمه المسائل. ولا يخيب لديه السائل. أن يجعل ذلك
1 / 2