188

وهذا موضع ابتداء ، ألا ترى: إنك لو جئت بالفاء، فقلت: إن تأتني فأنا خير لك،

كان حسنا، وإن لم يحمله على ذلك رفع، وجاز في الشعر كقوله:

الله يشكرها

ومثل الأول قول هشام المري:

فم ن نح ن ن ؤمنه يب ت وهو آمنومن لا نجره يمسمنا مف زعا

يريد: أن زيدا يرتفع بعد (إن) وأخواا من الكلام الذي يجازى ا بفعل

مضمر يفسره ما بعده، كما ينصب كذلك، وإنما قال في الشعر، لأن الفصل بين

المضارع و(إن) مما يجوز في الشعر دون الكلام، وليس كالماضي في هذا لظهور الجزم

فيه، كما لم يكن في حذف الجواب نحو: أنت ظالم إن فعلت، مثل المضارع، ألا

(/)

________________________________________

ترى: أن هذا مستحسن في الكلام، وكذلك قولهم: آتي من أتاني أن تجعلها اازية

والموصولة، ولو قلت: آتي من يأتني، لكان الجزم قبيحا لا يجوز إلا في الضرورة

وإنما قب ح الفصل بين (إن) إذا جزمت وبين فعل الشرط ، لما يصير فيها من

مشاة (لم) في ظهور ازوم بعدها، وإذا وقع بعدها (فعل): ح س ن الفصل، لأن (لم)

لا يقع بعدها (فعل)، فلهذا حسن: إن زيد فعل، وجاز في الكلام، وقب ح: إن زي د

يفعل، وجاز في الضرورة دون الكلام

فإن قلت: فهل يجوز الفعل في (لم)، إذا جزمت في الضرورة دون الكلام، كما

جاز في (إن) وأخواا؟

فذلك في (لم) أقبح منها في حروف الجزاء، لأن (إن) قد اتسع فيها ما لم يتسع

في سائر الجازمة، بإيقاع الماضي والمضارع بعدها، وحذف الفعل معها في نحو: إن

خيرا فخير، وسائر حروف الجزاء غير (إن) تدخل في الاستفهام، وتكون موصولة

بمنزلة (الذي)فالفصل في اازية بين المضارع وبينها أحسن منه في (لم) وأخواا، لأن

Unknown page