فصاح حجاج بصوت كالرعد: لا توقظ عفاريتي! ملعون دين قلة الذوق.
فصاح جلطة بنفس القوة: ألف لعنة، ألف لعنة على قلة الذوق التي لا توجد في حينا!
وهنا قال المنجد بصوت باك: يا رجال! نقودي فقدت في حارتكم، كلكم أسياد على العين والرأس، لكن أين نقودي؟ يا خراب بيتك يا فنجري!
فقال حجاج بتحد: عليكم بالتفتيش، فلنفتش كل جيب، كل رجل، كل امرأة، كل ولد، كل ركن.
فقال جلطة بازدراء: فتشوا، وستسود وجوه غير وجوهنا!
فقال حجاج: خرج الرجل من بيت الناظر فمر أول ما مر بحي آل جبل، فلنبدأ بالتفتيش في حي آل جبل!
فشخر جلطة وقال: لن يكون هذا وجلطة حي، يا حجاج اذكر من تكون أنت ومن أكون أنا؟ - يا جلطة، إن ندوب الطعنات في جسدي أكثر من شعره! - أما أنا فلا مكان للشعر في جسدي! - اللهم أبعدك يا شيطان! - إلي يا شياطين الأرض جميعا!
وعاد فنجري يصيح: يا هوه، نقودي، ألا يسيئكم أن يقال: إني سرقت في حارتكم؟!
وغضبت امرأة فصاحت به: غور يا وجه البومة، ستهلك الحارة بسببك!
وإذا بصوت يتساءل: ولماذا لا تكون النقود قد سرقت في حي الجرابيع وأكثرهم لصوص وشحاذون؟
Unknown page