181

Awlad Haratna

أولاد حارتنا

Genres

وجاء رفاعة بوجهه المشرق فحيا الرجلين، وجلس حيث أشار له بيومي أن يجلس على شلتة أمامهما. وتفرس بيومي في وجهه الجميل المطمئن وهو يعجب كيف أمسى هذا الطفل الوديع مصدرا للقلاقل المفزعة. وسأله بصوت غليظ: لماذا هجرت حيك وأهلك؟

فقال ببساطة: لم يستجب لي منهم أحد! - ماذا كنت تريد منهم؟ - أن أخلصهم من العفاريت التي تفسد عليهم سعادتهم!

فوشى صوت بيومي بغيظه وهو يسأله: وهل أنت مسئول عن سعادة الناس؟

فقال رفاعة بصراحة وبراءة: نعم .. ما دمت قادرا على تحقيقها.

فتجهم وجه بيومي وهو يقول: سمعوك وأنت تحتقر الجاه والقوة؟ - لكي أبرهن لهم على أن السعادة ليست فيما يتوهمون ولكن فيما أفعل.

فتساءل خنفس غاضبا: أليس في ذلك تحقير لأصحاب القوة والجاه؟

فقال دون أن يضطرب لغضب الرجل: كلا يا معلم، ولكن فيه تنبيها بأن السعادة غير ما يملكون من قوة وجاه.

وتفحصه بيومي بنظرة نافذة وهو يسأله: وسمعوك أيضا وأنت تؤكد أن ذلك ما يريده لهم الواقف.

فتجلى الاهتمام في العينين الصافيتين وقال: هم يقولون ذلك! - وماذا تقول أنت؟

فقال بعد تردد لأول مرة: على قدر فهمي أتكلم.

Unknown page