Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism

Salih Fawzan d. 1450 AH
87

Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الطبعة الثالثة

Publication Year

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Genres

بلا حساب ولا عذاب، وقد وقع ما أخبر به ﷺ، فإنه قُتل شهيدًا في سبيل الله ﷿ وفي هذا دليل من أدلة النبوّة، حيث أخبر ﷺ أن عُكّاشة من السبعين الألف، وقتل شهيدًا في سبيل الله ﷿، فصار في زُمْرة الشهداء في سبيل الله، مع سَبْقه إلى الإسلام، وشهوده بدرًا وغيرها مع الرسول ﷺ. " ثم قام رجل آخر، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "سبقك بها عُكّاشة"، كأن الرسول ﷺ علم أن هذا الرجل لا يصل إلى هذه المرتبة، ولكن ما جابهه بكلام يكرهه، ولم يقل له: أنت لا تستحق، أو أنت لست من أهل هذه المنزلة، وهذا من حُسن أدب الرسول ﷺ بل جاء بكلمة لم تؤثر على الرجل، وهي وافية بالمقصود، فقال: "سبقك بها عُكّاشة". قال الشيخ ﵀ في مسائله: "هذا فيه استعمال المعاريض" يعني: الكلمات التي تُستعمل بدل الكلمات المكروهة، لأنه لو قال لا تستحق هذا، أو أنت لا تصل إلى هذه المرتبة، لحصل عند الرجل انكسار نفس وخجل، فالرسول ﷺ كان كما قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)﴾، وقال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾، فالرسول ﷺ علم أن هذا الرجل - بما علّمه الله ﷾ لا يصل إلى هذه المرتبة، ولكنه جاء بكلمة ليّنة لطيفة ليس فيها تجريح، فهذا فيه حُسن الأدب مع المسلمين، وعدم مواجهتهم بما يكرهون من الكلمات النابية، حتى ولو كانوا على خطأ، فهم يواجهون بكلمات فيها تطييب لخواطرهم، وعدم تجريح لنفوسهم. فهذا حديث عظيم دلَّ على مسائل: أولًا: دلَّ على جواز الرُّقية من العين ومن الحُمة وغيرهما، لأنه فعله حُصين بن عبد الرحمن، واستدل بحديث الرسول ﷺ. ثانيًا: في الحديث دليل على فضل موسى ﵇ وأمته الذين آمنوا به. ثالثًا: فيه دليل على عدم الاحتجاج بالكثرة، وهذه مسألة مهمة. ورابعًا: فيه حرص الصحابة على مسائل العلم ومعرفتها، حيث خاضوا في طلب معنى هذا الحديث الذي ألقاه عليهم رسول الله ﷺ وبحثوا فيه، قال الشيخ: فيه المناظرة في العلم.

1 / 91