59

قال القس الفرنسيسكاني الذي كان قد تسلق بصحبة الرجال مساء ذلك اليوم كعادته: «لا يوجد سحرة على أية حال. لو كنت قلت قسا لكانت روايتك منطقية بعض الشيء.» تحدث بصرامة، لكن لوتار حسبته سعيدا شأنه شأنهم جميعا، وكذلك كانت هي، بقدر ما سمح لها، في وجودهم ووجوده، ولو أنه لم يعرها اهتمامه قط. التبغ القوي الذي أعطوها إياه لتدخنه جعلها تشعر بدوار، فكان عليها أن تستلقي على العشب. •••

حان الوقت لتفكر لوتار في الدخول إلى بيتها. كان الصباح باردا، والسرخسيات مبللة بالندى، وأوراق العنب تتحول إلى اللون الأصفر. أخذت المعول وأزالت روث الغنم المتناثر على الأرض استعدادا لتجهيز فراشها بالداخل، وبدأت بحشو العشب والأوراق والطين داخل الشقوق الفاصلة بين الأحجار.

عندما جاء الرجال سألوها لماذا تفعل ما تفعله، فأجابت استعدادا للشتاء؛ فضحكوا.

قالوا: «لا أحد يستطيع أن يصمد هنا في الشتاء.» بينوا لها كم كانت طبقة الثلج عميقة حيث وضعوا أيديهم على عظام صدرهم. علاوة على ذلك، كل الأغنام كانت ستساق إلى أسفل.

قالوا: «لن يكون ثمة عمل لك. ماذا ستأكلين؟ هل تعتقدين أن النساء سيدعونك لتناول الخبز واحتساء اللبن بلا مقابل؟»

سألت لوتار: «وكيف لي أن أرجع إلى «الكولا»؟ فأنا عذراء. أين يمكنني النوم؟ وأي عمل يمكن أن أقوم به؟» قالوا بلطف متحدثين إليها ثم بعضهم إلى بعض: «هذا صحيح! عندما يكون انتماء العذراء للكولا، فإنها تحصل على قطعة من الأرض عادة حيث يمكنها العيش فيها مستقلة، لكن هذه العذراء لا تنتمي إلى «الكولا» حقا، وليس لها أب ليعطيها شيئا. ماذا ستفعل؟»

بعد ذلك بفترة وجيزة، وفي منتصف النهار حيث لا يتردد عليها أحد مطلقا، تسلق القس الفرنسيسكاني المرج وحده.

قال لها: «لا أثق بهم. أعتقد أنهم سيحاولون بيعك إلى مسلم، حتى بالرغم من أنك حلفت اليمين. سيحاولون تحقيق أي مكاسب مادية من ورائك. إذا استطاعوا أن يجدوا لك مسيحيا، فلا بأس، لكنني متأكد من أنه سيكون كافرا بديننا.»

جلسا على العشب، واحتسيا القهوة. قال القس الفرنسيسكاني: «هل لديك أي متعلقات شخصية تجلبينها معك؟ سنرحل قريبا.»

سألت لوتار: «من سيحلب النعاج؟» كانت بعض النعاج قد بدأت رحلة الهبوط على المنحدر بالفعل؛ ستقف تلك النعاج وتنتظر حضورها.

Unknown page