وضع الكتاب في كومة كتبه الموضوعة على العربة. ظننت أنه ربما سيحاول بيعه على الفور.
قال: «هي ليست بالبيت، بل بالمستشفى.»
لاحظت أنه كلما مال على العربة تدلى من عنقه صليب خشبي كبير خارجا من معطفه، وكان يعيده إلى داخله، وعندما تدلى من جديد قلت له دون تفكير في خضم حيرتي وندمي: «أليس هذا جميلا؟ يا له من خشب داكن جميل! يبدو من العصور الوسطى.»
رفعه عن صدره قائلا: «قديم جدا، وجميل جدا؛ فهو مصنوع من البلوط. نعم .»
قلت له: «خشب رائع.» ولما أعاده شعرت بالارتياح، ولو أنه ارتياح ممزوج بأسى شديد.
قلت: «أوه، آمل ألا تكون شارلوت في حالة مرض شديد!»
تبسم بازدراء ضاربا صدره برفق - ربما ليريني مصدر آلام شارلوت، أو ربما ليتحسس جلده الذي تعرى مؤخرا.
وبعدها أخذ صليبه وكتبه وعربته وغادر مكتبتي. شعرت بأن الإهانات كانت متبادلة بين الجانبين، وكذا الشعور بالخزي. •••
في الأعالي وراء حقل التبغ، كانت توجد غابة من أشجار الزان حيث تجمع لوتار عادة العصي لإشعال النار. ووراء تلك الغابة، كان ثمة منحدر عشبي - مرج عال - وعلى قمة المرج، ثمة مأوى حجري صغير يبعد عن «الكولا» مسافة نصف ساعة صعودا. كان مكانا بدائيا لا نوافذ له، ذا مدخل خفيض وبلا باب، وكان بأحد أركانه موقد بلا مدخنة. كانت الأغنام تحتمي بهذا المكان؛ ولذا لوث روثهم أرضيته.
هنالك ذهبت لتعيش بعد أن أمست عذراء.
Unknown page