Ashya Taraktiha Waraki
الأشياء التي تركتها وراءك: مختارات قصصية لجون ريفنسكروفت
Genres
أرفع كأسي وآخذ رشفة فتصدر معدتي جلبة أثناء نزول الماء. يسمع «آندي»، ورغم أنني لا أنظر إليه، لكن بوسعي أن أشعر بابتسامته العريضة. هو يحسب أن صرير معدتي يعني أنني سأفعل ما يريد. يظن أنني سرعان ما سأشاركه إفطاره، لكنني لن أفعل. رغم أني لم آكل أي شيء منذ مدة طويلة، أيام وأيام، ورغم أنني في طريقي لأبدو مثل هؤلاء الأطفال الأفارقة الذين تراهم في التليفزيون يتضورون جوعا، لكنني لن أشارك «آندي» إفطاره. إلى الأبد. أنا مثل ذلك الرجل البدين فوق الدراجة البخارية، الرجل الذي غني تلك الأغنية التي اعتاد أبي أن يحبها: «بوسعي أن أفعل أي شيء من أجل الحب.
لكنني لن أفعل ذلك.»
أتمنى أن يأتي وقت ذهاب «آندي» إلى العمل. أتمنى ذلك جدا، جدا.
الثلاثاء
مفكرتي الحبيبة. لم يضربني هذا الصباح، لكنه يكلم نفسه كثيرا. ليست كلمات منطقية، بل تلك الكلمات المصنوعة التي يستعملها أحيانا. يفعل ذلك أكثر وأكثر منذ أن مات أبي، وهذا مخيف. هو يصيح ويتوعد ويسب كثيرا أيضا.
يفحص كل مزاليج الخزانات مرتين قبل خروجه إلى للعمل. وكان اشترى قفلا جديدا، قفلا أكبر للثلاجة. وبينما كان يركبه أخبرني أنني أصبحت جلدا على عظم، وتظاهر بالقلق الشديد. ثم الآن، بعد أن حبسني في غرفتي، قال الشيء الذي أرعبني جدا. وقف في الخارج وقاله بصوت عال، من خلال الباب.
قال: «تعرفين ماذا يجب عليك فعله يا «لوسي»، لن تبرحي الغرفة الآن، لن تبرحيها حتى وقت متأخر جدا.»
كان يصفر وهو يغادر المنزل. سمعت الشاحنة تدور ورأيته يقودها إلى أسفل الطريق. والآن، أنا وحدي من جديد. وحدي تماما.
لا يزعجني أن أكون وحيدة، لكنني أكره أن أحبس هكذا. حين أسجن على هذا النحو أشعر أنني على وشك الجنون، وذلك حين أفكر أنني لن أعيش طويلا. عيد ميلادي الشهر القادم، لكن إذا لم أخرج من هذه الغرفة بشكل أو بآخر، وإذا لم أجد شيئا آكله، أعتقد أنني لن أصل السادسة عشر.
السادسة عشر
Unknown page