Asatir Yunaniyya Wa Rumaniyya
الأساطير اليونانية والرومانية
Genres
ظل ملياجر طوال الصيد إلى جانب أتالانتا، ولكي يفوز برضاها قام بعدة أعمال بطولية رائعة. وعندما طرد الخنزير أخيرا من مكمنه، كان ملياجر هو الذي أصابه بالضربة القاتلة، فوقع الوحش أمامه صريعا.
سلخ الخنزير فكان جلده الضخم أعظم تذكار صيد، وسلم إلى ملياجر، فقدمه هذا بدوره إلى أتالانتا. وعندما فعل هذا تذمر اثنان من إخوة ألثايا، وكانا ضعيفي العقل.
صاح الأخوان قائلين: «ما هذا؟! أيصح أن يقال إن جائزة عظيمة كهذه تذهب إلى مجرد فتاة؟ يجب أن تعلق إلى الأبد في قصر الملك.»
لما انتهى الأخوان من قولهما هذا، تقدما غاضبين نحو أتالانتا، وخطفا من يدها جلد الخنزير بخشونة. فلما رأى ملياجر ما حدث، سحب قوسه إلى كتفه، فأطلق منها سهمين نحو خاليه، فأرداهما قتيلين على الأرض يتخبطان في دمائهما.
نظر الحاضرون إلى جسميهما فزعين، وفي الحال أسرع رسل الشر إلى بلاط الملك، فملئوا الجو عويلا. فسمعتهم ألثايا وخرجت لترى ما الخطب. فلما علمت بما حدث تملكها غضب شديد أفقدها وعيها، فأسرعت إلى المكان الذي احتفظت فيه بكنوزها، وأمسكت بقطعة الخشب التي خبأتها عند مولد ملياجر، ودون أن تسمح لنفسها بوقت للتفكير، ألقت بها وسط اللهب المشتعل في الوطيس، فالتهمتها النار في لهفة، وسرعان ما احترقت عن آخرها.
في تلك الأثناء، كان ملياجر يتحدث آسفا إلى أتالانتا في مكان الصيد. وفجأة انتابته آلام شديدة، فسقط على الأرض يذوي، وما هي إلا بضع دقائق حتى لفظ آخر أنفاسه.
لما علمت ألثايا بموت ابنها، ثابت إلى رشدها، وأدركت خطأها وهي غاضبة بسبب أخويها، وعرفت كيف تحقق الحلم الذي رأته يوم ولادة ملياجر، وأن قطعة الخشب التي التهمتها النيران قد أنهت حياة ابنها، ففنيت نفسها يأسا.
الباب السابع
آلهة الطبيعة
نظرة قدامى الأغارقة إلى الأرض
Unknown page