قالت: «كنت سأفعلها، لكن جاء البائع بسيارة الخضراوات والفاكهة، وكان علي الخروج لأبتاع منه. حدث هذا عندما كنا نعيش في المزرعة.»
كان زوجها يعاملها بقسوة في تلك الأيام، لكنه تعرض لحادث فيما بعد - حيث انقلب به الجرار وأصيب إصابة بالغة أعجزته طيلة حياته. انتقلا إلى المدينة، وأصبحت مارجوري عائل البيت. «في إحدى الليالي مؤخرا، قطب جبينه وقال إنه لا يريد تناول العشاء. رفعت رسغ يده وأحكمت قبضتي عليها. كان مذعورا من أنني سألوي ذراعه. كان يعرف أني قد أفعل ذلك. لهذا قلت: «ما رأيك؟» فرد: «سآكله».»
تحدثتا أيضا عن أبيهما . كان رجلا تقليديا. كانت لديه مشنقة في كوخ الحطب (ليس الكوخ الذي يحتوي على مركب «أخضر باريس»، بل كوخ آخر في مزرعة أخرى فيما مضى)، وعندما كانتا تثيران غضبه، كان يوقفهما صفا ويهدد بشنقهما. كانت ليلي - أصغرهما - ترتعد خوفا إلى أن تقع أرضا. ذلك الأب خطط لتزويج مارجوري لأحد أصدقائه المقربين وهي في السادسة عشرة فقط من عمرها، وهو نفس الزوج الذي دفعها إلى محاولة الانتحار بتناول السم. فعل أبوها ذلك لأنه أراد أن يطمئن إلى أنها لن تتورط في المتاعب.
قالت ليلي: «كان سريع الغضب.»
أحسست بالذعر، وسألت: «لماذا لم تهربي؟»
فردت مارجوري: «كان كلمته سيف.»
قالتا إن الآية قد انقلبت هذه الأيام والأبناء هم المسيطرون على مجرى الأمور. يجب أن تكون كلمة الأب سيفا. لقد ربتا أبناءهما تربية صارمة، ولم يسلك أحدهم سلوكا مشينا إلى الآن؛ فعندما يبلل ابن مارجوري الفراش، كانت تهدده بقطع خصيتيه بسكين الجزار، وهو ما كان كفيلا بعلاجه.
قالتا إن تسعين بالمائة من الفتيات الصغيرات هذه الأيام يحتسين الكحول، ويقلن كلاما بذيئا، ويرضين بالمهانة. لو كانتا قد أنجبتا بنات وضبطتاهن يفعلن شيئا مماثلا، لضربتاهن ضربا مبرحا. قالتا إن أيرين اعتادت الذهاب إلى مباريات الهوكي مرتدية سروال تزلج مقطوعا دون ارتداء ملابس تحتية، ليناسبها في التزلج فيما بعد. يا للهول!
أردت أن ألفت نظريهما إلى بعض التناقضات؛ فمارجوري وليلي نفساهما تحتسيان الكحول وتتلفظان ببذيء الكلام، ثم ما الرائع في الإرادة الحديدية لأب يورطك في حياة ملؤها الشقاء؟ (ما لم أره هو أن مارجوري وليلي لم تكونا تعيستين بالمرة - لا يمكنهما ذلك؛ بسبب إحساسهما بالأهمية، وبسبب كبريائهما وأناقتهما.) كان يمكن أن أشتاط غضبا وقتئذ من غياب المنطق في حديث معظم البالغين؛ في طريقة تشبثهم برأيهم مهما كان الدليل الذي يقدم لهم. كيف يمكن أن تكون المرأتان على هذا القدر من الموهبة، وهذا المستوى العالي من الدقة والبراعة - حيث عرفت أنهما كان بإمكانهما إتقان عشرات الأعمال الأخرى بقدر إجادتهما استخراج الأحشاء؛ ومن بينها صنع الألحفة، ورفء الملابس ، والطلاء، وتعليق أوراق الحائط، والعجن، وغرس الشتلات - ويكون تفكيرهما عشوائيا وأخرق ومثيرا للغضب هكذا؟!
قالت ليلي إنها لا تترك زوجها يقترب منها مطلقا لو كان مخمورا. وقالت مارجوري إنه منذ المرة التي كادت تموت فيها بسبب النزيف لم تسمح لزوجها بالاقتراب منها قط. وسرعان ما قالت ليلي إن زوجها لا يقدم على ذلك إلا عندما يكون مخمورا. استشففت أنها مسألة كبرياء ألا تسمح المرأة لزوجها بالاقتراب منها، لكني لم أتيقن من أن «الاقتراب» يعني «ممارسة العلاقة الحميمية». بدت لي فكرة السعي وراء مارجوري وليلي من أجل سبب كهذا فكرة منفرة؛ فأسنانهما كريهة المنظر، وبطناهما مترهلان، ووجهاهما باهتان مليئان بالبقع. قررت أن آخذ «الاقتراب» بمعناه الحرفي. •••
Unknown page