127

Aqmar Mushtari

أقمار المشتري

Genres

وضع ألبرت سكينه وشوكته وقال بكآبة: «اللحم.»

وفجأة، بعد أن كانت ملدريد تشعر بالحر الشديد، شعرت بقشعريرة في ذراعيها.

سألت بنبرة أكثر إذعانا واستغراقا في التفكير من ذي قبل: «ألم يره أحد قط؟» «زعم اثنان ذلك.» «من هما؟» «أحدهما امرأة كانت في الخمسين من عمرها عندما عرفتها، وكانت فتاة صغيرة عندما رأته. رأته عندما عادت لتجلب البقر، رأت شخصا طويل القامة أبيض البشرة يجري وراء الأشجار.»

سأل ولفريد: «أكانت قريبة بالقدر الكافي لتميز إن كان رجلا أم امراة؟»

أخذ ألبرت سؤاله على محمل الجد. «لا أدري كم كانت قريبة.»

قالت ملدريد: «هذه أحدهما، من كان الآخر؟» «كان صبيا يصطاد، وكان هذا بعدها بسنوات. نظر لأعلى فوجد رجلا أبيض البشرة يراقبه من الضفة الأخرى، فحسب أنه رأى شبحا.»

سأل ولفريد: «هل هذا كل شيء؟ لم يكتشفوا ما حدث قط؟» «نعم.»

قالت ملدريد: «أعتقد أنه ميت الآن على أية حال.»

فقال ألبرت: «مات منذ زمن بعيد.»

حدثت ملدريد نفسها أنه لو كان ولفريد هو الذي يقص هذه القصة، لاتخذت القصة مسارا آخر، ولوضع لها ولفريد نهاية بشكل أو بآخر. كان ليزعم أن لويد سالوز عاود الظهور عاريا كيوم ولدته أمه مطالبا برهانه، أو أنه عاد في حلة مليونير بعد أن خدع بعض رجال العصابات الذين سلبوه أمواله. في قصص ولفريد، تأكد أن الأجزاء الكئيبة السوداوية ستفسح المجال لشيء أفضل، وإذا أتى أحدهم سلوكا بعينه، فثمة تفسير واضح لسلوكه دائما. وإذا كان ولفريد إحدى شخصيات قصصه، وهو ما يحدث عادة، فلا بد أن يكون الحظ حليفه دائما بشكل أو بآخر؛ فيفوز بوجبة شهية أو زجاجة ويسكي أو مبلغ من المال، ولكن لا الحظ ولا المال كان لهما دور في هذه القصة، فتساءلت لم قص عليهم ألبرت هذه القصة، ومغزاها بالنسبة له. «ما الذي جعلك تتذكر هذه القصة يا ألبرت؟»

Unknown page