عندما عادت ملدريد إلى البيت لتصنع بعض القهوة (باعتبارها شرابا جيدا لا مانع لدى أبناء الكنيسة الخمسينية من احتسائه)، تناهى إلى مسامعها صوت مكيف الهواء وهو يطن. فنظرت داخل غرفة النوم، ورأت ولفريد مستلقيا وغارقا في النوم ومنهكا. «ولفريد؟»
قفز من مكانه قائلا: «لم أكن نائما.» «ما زالوا جالسين بالخارج أمام المنزل، خطر لي أن أعد القهوة.» ولم تستطع أن تمنع نفسها من إضافة: «يسعدني أن العطل الذي كان بمكيف الهواء ليس خطيرا.» •••
في اليوم قبل الأخير للزيارة، قرروا زيارة بلدة هوليت التي تبعد عنهم 45 ميلا ليروا المكان الذي ولد فيه ولفريد وألبرت. كانت هذه فكرة ملدريد، وقد ظنت أن ألبرت قد يقترح تلك الفكرة، وكانت بانتظار اقتراحه لأنها لم ترد أن ترغمه على القيام بأي شيء يشق عليه، لكنها طرحت الفكرة أخيرا. قالت إنها ظلت تحاول لفترة طويلة أن تقنع ولفريد بأن يصحبها إلى ذلك المكان، لكنه قال إنه سيضل الطريق، خاصة وأنه لم يرجع إليه منذ أن رحل عنه رضيعا. كانت البنايات كلها قد اختفت، وكذا المزارع؛ هذا الجزء كله من البلدة تحول إلى محمية.
جلبت جريس وفيرا مفارش الطاولة معهما لحياكتها بالكروشيه، وتساءلت ملدريد كيف لم تشعر أي منهما بالدوار وهما منكبتان على الحياكة في سيارة متحركة. جلست في وسطهما في المقعد الخلفي، وشعرت بأنها منحشرة بينهما، مع أنها كانت تعلم أنها السبب في هذه الوضعية لسمنتها. وقاد ولفريد السيارة وجلس ألبرت إلى جواره.
دائما ما يميل ولفريد للجدال أثناء القيادة.
سأل قائلا: «ماذا يعيب المراهنة؟ لا أعني المقامرة، لا أعني أن نذهب إلى لاس فيجاس ونضيع كل ما نملك من مال على تلك الألعاب والماكينات. لكن الحظ يمكن أن يكون حليفك في المراهنات، فذات مرة قضيت شتاء مجانا في مدينة سو، فزت بنفقاته في إحدى المراهنات.»
قال ألبرت: «سو سانت ماري.» «دائما ما نطلق عليها اسم سو، وقتها نزلت من على متن كاملوبس لقضاء الشتاء في المدينة؛ كاملوبس ذاك القارب العتيق المروع. وذات ليلة في الحانة، كان رواد الحانة يستمعون لمباراة هوكي على المذياع، كان ذلك قبل التليفزيون، وكانت النتيجة 4 لصالح سدبري ولا شيء لسو.»
قال ألبرت: «كدنا نصل إلى المنعطف الذي سيخرجنا عن الطريق السريع.»
قالت ملدريد: «انتبه للمنعطف يا ولفريد.» «أنا منتبه.»
قال ألبرت: «ليس هذا المنعطف، بل التالي.» «كنت أساعدهم في الحانة، أسقي الجعة مقابل إكرامية، لأنني لم أكن أحمل بطاقة اتحاد العمال، وإذا بذلك الرجل المتبرم يسب فريق سو، فقلت إنهم ربما ينجحون في الخروج من كبوتهم والفوز بالمباراة.»
Unknown page