119

Aqmar Mushtari

أقمار المشتري

Genres

في اليوم الذي قضاه ألبرت في الفراش، أراد إسدال الستائر، ورفض الذهاب إلى الطبيب. لم يفهم ولفريد منه ما الخطب، بينما قال ألبرت إنه متعب وحسب.

قالت ملدريد: «لعله متعب، فلندعه يسترح.»

لكن ولفريد ظل يتردد على الغرفة الاحتياطية التي يستلقي فيها أخوه جيئة وذهابا طوال اليوم، يتكلم ويدخن ويسأل ألبرت عن حاله. أخبر ألبرت أنه عالج نفسه من صداع نصفي لعين بتناول كراث طازج من البستان في الربيع، فقال ألبرت إنه لا يعاني من الصداع النصفي، حتى إن كان يود إسدال الستائر. وأضاف أنه لم يصب قط بصداع قوي طوال حياته، ففسر له ولفريد أنه قد يصاب بصداع نصفي دون أن يعرف - أي دون أن يشعر بألم فعلي - ولذا فربما أن هذا هو ما يعانيه ألبرت، فأجابه ألبرت أنه لا يفهم كيف يمكن أن يحدث ذلك.

في فترة مبكرة من ظهيرة ذلك اليوم، سمعت ملدريد ولفريد يحدث جلبة ببحثه عن شيء في حجرة الملابس، ثم خرج منها وناداها. «ملدريد! ملدريد! أين زجاجة الخمر تكساس؟» «في البوفيه.» أجابته وأخرجتها له كي لا يفتش في الأواني الخزفية الخاصة بأمها. كانت داخل صندوق طويل مزين بنقش ذهبي بارز وعليه وسام جوقة الشرف. حملها ولفريد معه إلى غرفة النوم، ووضعها على منضدة الزينة كي يراها ألبرت. «ما هذه في رأيك؟ وكيف تراني حصلت عليها؟»

كانت زجاجة من الويسكي سعة جالون تحتوي على نسبة 70٪ كحولا، فاز بها ولفريد في بطولة رمي الأسهم في أوين ساوند التي أقيمت في فبراير منذ ثلاث سنوات. وصف ولفريد الرحلة المروعة من لوجان إلى أوين ساوند حيث كان يقود السيارة بنفسه، وظل أعضاء الفريق يطلبون إليه التوقف عند كل مدينة يصلون إليها، وألا يحاول أن يمضي قدما. وهبت عاصفة ثلجية قوية من جهة بحيرة هورون، فغطتهم الثلوج وأحاطت بهم إحاطة السوار بالمعصم، وظهرت شاحنات وحافلات أمام أعينهم على حين غرة وراء السديم الأبيض، ولم يكن هناك مجال للمناورة لأن الطريق كان محاطا بتراكمات جليدية بطول 10 أقدام. ظل ولفريد يقود السيارة عاجزا عن الرؤية وهو يشق طريقه عبر الدروب المنحدرة والثلج المتراكم. وأخيرا، على الطريق السريع رقم 6، ظهر ضوء أزرق أمامه، ضوء أزرق دوار، منارة، ضوء إنقاذ؛ لقد كانت جرافة الثلج تسير أمامهم، وكانت الثلوج تعود لتغطي الطريق بالسرعة نفسها التي تزيحه بها الجرافة تقريبا، ولكن من خلال السير على مقربة من الجرافة، تمكنوا من الوصول سالمين إلى أوين ساوند، وهناك شاركوا في البطولة، وحققوا الفوز.

سمعت ملدريد ولفريد يسأل أخاه: «هل سبق أن مارست لعبة رمي الأسهم من قبل؟»

قال ألبرت: «كقاعدة عامة، لعبة رمي الأسهم تمارس في الأماكن التي تقدم الخمور، وكقاعدة عامة، لا أرتاد هذه الأماكن.» «حسنا، هذا الذي أمامك خمر، لكنني لا أفكر في احتسائه أبدا، وإنما أحتفظ به ليذكرني بشرف الفوز.» •••

خلال الزيارة، اتخذت جلستهم نمطا منتظما؛ ففي فترة الظهيرة، اعتادت جريس وفيرا الجلوس في مرأب السيارة، تحيكان مفارش كروشيه للطاولة، وكانت ملدريد تجلس معهما بين الحين والآخر. أما ألبرت وولفريد، فكانا يجلسان وراء البيت إلى جوار الخضراوات. وبعد العشاء، يجلسون معا في الخارج في إضاءة خافتة بعد نقل كراسيهم إلى المرج الموجود أمام أحواض الزهور. وتواصل جريس وفيرا حياكتهما طالما كان بإمكانهما الرؤية بوضوح.

أعجب ولفريد بالكروشيه. «بكم تبيعان المفرش الواحد؟»

قال ألبرت: «بمئات الدولارات.»

Unknown page