Anzar Sadida
الأنظار السديدة في الفوائد المفيدة
Genres
[الفائدة الثلاثون: في الإيمان لا يوصف بالزيادة والنقصان]
ظاهر حكاية الأساس عن أئمتنا أن الإيمان لا يوصف بالزيادة والنقصان؛ لأنهم قالوا: هو الإتيان بالواجبات، وترك المقبحات، وهو بهذا المعنى لا يقبل الزيادة، والنقصان، إذ من أخل بواجب أو ارتكب قبيحا فليس بمؤمن، ومن استكملها فهو مؤمن، والمراد باجتناب المقبحات اجتناب الكبائر؛ لأن الصغائر مكفرة، أما اجتنابها، لقوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم }[النساء: 31] ونحوها كتابا وسنة.
وقال الناصر: بل يزيد ولا ينقص؛ لأن القرآن يدل على الزيادة ولا يدل على النقص، فقال: {ويزداد الذين آمنوا إيمانا } [المدثر: 31] وقوله تعالى: {أيكم زادته هذه إيمانا } [التوبة: 124]، وقوله تعالى: {فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا }[التوبة: 124]، وقوله جل ذكره: {فاخشوهم فزادهم إيمانا } [آل عمران: 173]، وقوله تعالى: {وما زادهم إلا إيمانا وتسليما } [الأحزاب: 22] إلى غير ذلك.
وقال الموفق بالله: بل يزيد وينقص؛ لأنه فسر الإيمان بأنه أداء الطاعات واجتناب الكبائر، والطاعات تعم الواجب والمندوب، واحتج بأنه لا خلاف بأن ركعتي الفجر من الإيمان والدين والإسلام وإن كانت نفلا، فدل على أن الإيمان ما ذكرناه.
Page 1