Anwar Yaqin
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
Genres
وروينا من مناقب بن المغازلي حديثا مسندا إلى زين العابدين عليه السلام، ثم إلى أم عمارة وهي ما روت، أنها كانت في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيبا حزينا.
فقلت له: ما شأنك يا أبا طالب.
فقال: إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض، ثم وضع يده على وجهه فبينما هو كذلك إذ أقبل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما شأنك يا عم.
فقال: إن فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض فأخذ بيده وجاء وقمت معه فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة ثم قال: اجلسي على اسم الله.
قال: فطلقت طلقة فولدت غلاما مسرورا نظيفا منظفا لم أر كحسن وجهه فسماه أبو طالب عليا، وحمله النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أداه إلى منزلها.
قال علي بن الحسين عليه السلام: فو الله ما سمعت بشيئ قط إلا وهذا أحسن منه، فأمير المؤمنين عليه السلام، ولد طاهرا من نسل طاهر، وضع في أشرف البقاع وأفضلها فهذا في نهاية الفضل، ولا شركة للقوم فيه أليس أشرف البقاع الحرم، وأشرف الحرم المسجد، وأشرف بقاع المسجد الكعبة التي هي أول بيت وضع للناس طهره الله للطائفين والعاكفين، وهو للعرب فخر، وللعرب والعجم قبله قاسه جبريل وبناه إبراهيم صلى الله عليه، وأدى إليه إسماعيل عليه السلام فولد عليه السلام في الكعبة كما قدمنا سنة ثلاثين من عام الفيل، يوم الجمعة الثالث عشر من رجب، ولم يولد قبله ولا بعده في بيت الحرام سواه فضلا من الله، وشرفا له عليه السلام.
وقيل: لما خاف آدم عليه الصلاة والسلام الشيطان استعاذ بالله تعالى فبعث الله تعالى ملائكة حفوا بمكة من كل جانب فوقفوا من جوانبها، فأوقف الله تعالى الحرم من حيث كانت الملائكة وقفت؛ وعن وهب بن منبه: أن آدم عليه السلام بكى واشتد حزنه فبعث الله تعالى بخيمة من خيام الجنة وضعها له بمكة في موضع الكعبة، وهي ياقوتة حمراء فالركن يومئذ نجم من نجومه، فكان ضوء ذلك النور ينتهي إلى مواضع الحرم.
Page 83