Anwar Yaqin
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
Genres
فاستغرق القول بذا ما تحته ... لولا انتهاب الأمر عنه بغته ومن خلال الفضل في إسلامه عليه السلام أنه يصلح للنبوة من حيث كان عن فطرة وإسلام القوم لا يصلح لذلك لتقدم الكفر، إذ لا خلاف بين أهل العدل في أن النبي لا يجوز[34-ج] أن يفعل شيئا من الكبائر قبل البعثة، ولا بعدها يؤكد ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: ((أنه لا نبي بعدي، ولو كان لكنته))، فلا يصح مثل هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في واحد منهم بل لو رواه راوي، كما قد روا بعض المخالفين يزعمه مثل ذلك في عمر لعلمنا من جهة العقل كذبه لتقدم الكفر لإسلامهم، وهو مانع من ذلك.
ومن خلال الفضل في إسلامه عليه السلام أنه مقطوع على باطنه يعلم أنه ولي الله، وإسلام القوم على الظاهر، وبين هذا تباين عظيم فهل ترى أيها المنصف نفسه، والمتبع رشده أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم -يقول له في النبوة، ولو كان لكنته، وهي المنزلة العالية، والدرجة الرفيعة، وتكون المنزلة التي جعلت بدلا عنها، وهي الإمامة لغيره حاشا وكلا بل في ذلك من التنبيه على أمره، والإشارة إلى كونه أولى بالإمامة ما لا خفا به {فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها}[يونس:108] {وما ربك بظلام للعبيد}[فصلت: 46]، ونريد بانتهاب الأمر عنه بغتة ما حدث يوم السقيفة مع اشتغاله بجهاز رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم -ولذلك قال عمر: كانت بيعة أبي بكر فلتة:
ألم يكن حقا لقاح الشجرة
وجملة الأنوار منه منتشره ... قسيمه في نوره للذكره
Page 73