Anwar Yaqin
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
Genres
وروينا من كتاب: أمالي المرشد بالله عن: جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: خرج علي بن أبي طالب عليه السلام يعس العسكر ليلة الأحزاب فشعر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إلى أين يا أبا الحسن. فقال: خرجت حارسا لله تعالى، ورسوله فهما يتخاطبان إذ نزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد الله عز وجل وتقدس أسماؤه يقرئ عليك السلام، ويقول لك: قد أهديت إلى علي بن أبي طالب كلمات من كنوز العرش لا يضره معها كيد شيطان، ولا سطوة سلطان، ولا لسع حية، ولا عقرب، ولا سبع ضار، ولا جبار عات، والكلمات((يا من ستر القبيح وأظهر الجميل ولم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر ويا من رأني عن المعاصي فلم يفضحني أسألك أن تبلغني ما أومله من أمر ديني ودنياي وآخرتي وأن تدخلني في حماتك التي لا تستباح وتحرسني بعينك التي لا تنام وتكنفني بكنفك الذي لا يرام وأن تدخلني في سطانك الذي لا يضام وفي ذمتك التي لا تخفى عز جارك ولا إله غيرك ولا معبود سواك فصلي على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وعد على ديني بدنياي وعلى آخرتي بتقواي، وذلله لي كما ذللت الرياح لسليمان بن داود عليه السلام وكفه عن أذيتي واطمس بصره عن مشاهدتي وأبدلني من غله ودا ومن حقده عفوا ومن عداوته سلما يا أرحم الراحمين)).
فانظر أرشدك الله إلى هذا الشرف العظيم، كيف أنزل الله فيه أنه كفى المؤمنين القتال به، وكيف اختصه الله عز وجل بهذه الكلمات التي أهداها إليه من كنوز عرشه تعالى، واعترف له بالفضل العدو والولي، وانظر إلى افتخار أم كلثوم بأن أخاها لا يعاب بقتل علي عليه السلام له مع كون عمرو من الشجاعة بالرتبة العالية فهل ترى للقوم مثل هذا؟ معاذ الله:
وهو مبيد مرة وعنتر
إذ قده بالمشرفي الأبتر
فأمسك الباب على يديه ... ومرحب المشهور يوم خيبر
واقتلع الباب كما الغضنفر
وعبروا الحصن معا عليه
وكل طرف شاخص إليه
وخصه محمد بالراية على الذي جاءت به الرواية ... فهل لديهم مثل ما لديه
Page 175