فقلت سلمت على النبي (، فقال: إذا دخلت المسجد فسلم، ثم قال: إن رسول الله (قال: " لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر؛ لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وصلوا عليّ - فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم ".
وجه الدلالة: أن قبر رسول الله (أفضل قبر على وجه الأرض، وقد نهى (عن اتخاذه عيدًا من المعاودة إليه، فقبر غيره أولى بالنهي كائنًا من كان، ثم إنه قرن ذلك بقوله: " ولا تتخذوا بيوتكم قبورًا "، أي لا تعطلوها عن الصلاة فيها والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور، عكس ما يفعله المشركون من النصارى في التشبيه بهم.
ثم أنه (عقب النهي عن اتخاذه عيدًا بقوله: " وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم "، يشير بذلك (إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يصل مع قربكم من قبري وبعدكم منه، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدًا، ثم إن أفضل التابعين من أهل البيت علي بن الحسين نهى عن ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند قبره (، وبين أن قصده للدعاء ونحوه، اتخاذه عيدًا، وكذلك ابن عمه الحسين بن الحسين شيخ أهل بيته كره أن يقصد قبره الرجل للسلام عليه ونحوه، ورأى أن ذلك من اتخاذه عيدًا.
فانظر هذه السنة، كيف يخرجها أهل بيته، الذين لهم من رسول الله (قرب النسب وقرب الدار؛ لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم، فكانوا له أضبط.
آداب زيارة القبور
والذي يستحب للرجل الزائر للقبور
1 / 112