أما الأسود فنادرا ما يختار كلون مفضل، وعند اختياره ربما يكون الشخص «متمردا على القدر». إنه يحتل المكانة الأخيرة في اختبار لوشر - في أغلب الأحيان - أكثر من أي لون من الألوان السبعة الأخرى، وعند ترتيبه في المكانة الأخيرة، فإنه يشير إلى الإصرار على «عدم الاضطرار إلى التنازل عن أي شيء.» (5) الألوان المفضلة لدى الأطفال
أنجزت كثير من الأعمال باختبار لوشر هنا وفي الخارج، وجمعت الكثير من الوثائق الشاملة، معظمها بالألمانية. واستخدم الاختبار بالطبع في أغراض تشخيصية في مجال علم النفس والعلاج النفسي، كما استخدم أيضا مهنيا في ترتيب المتقدمين لشغل الوظائف. ومن الواضح والحقيقي أن السمات الشخصية المميزة يمكن كشفها ببساطة من خلال المخططات السوداء والبيضاء التي تدون استجابات الشخص دون إجراء مقابلات شخصية. وقد يؤدي هذا إلى اختصارات عملية في الحكم على أعداد كبيرة من الأشخاص وتصنيفهم، والتخلص من أصحاب الإمكانيات الضعيفة. وفي حالة وجود صعوبات تتمثل في الأمية أو عدم معرفة اللغة الأجنبية، فإن اختبار الألوان يعد من أسهل الاختبارات وأكثرها استحبابا مقارنة بالاختبارات الأخرى التي تتضمن الكلمات.
قبل تفصيل مبادئ ونظريات كتاب بيرين لتحليل الشخصيات على أساس الألوان، إليكم بعض التعليقات على الأهمية العامة للألوان المفضلة والشخصية، وعن استجابات الألوان لدى الأطفال. في عام 1949، كتب الهولندي بي جيه كوير كتاب «الألوان والشخصيات المرتبطة بها». وعلى الرغم من أن كوير استخدم الكلمات ولم يستخدم عينات من الألوان أو اللوحات الملونة، فقد كتب بثقة فقال: «إن حقيقة وجود علاقة معينة بين الشخصية واللون المفضل أصبحت واضحة من تجارب كثيرة، لدرجة أنه لم تعد توجد حاجة إلى دليل إضافي.» وبالنسبة له فإن «إدراك اللون لا يتضمن حقا الشبكية و«الوعي» فقط، بل يتضمن الجسم ككل.» وكما هو الحال مع ينش ورورشاخ، فقد لاحظ كوير أن صفات الدفء والبرودة في الألوان ترتبط بطبائع مختلفة؛ فالدفء في الألوان يشير إلى التواصل مع البيئة، والبرودة تشير إلى الانسحاب منها.
في عام 1947، نشر كتاب مميز في مجلدين يحمل عنوان «الرسم والشخصية»، من تأليف روز إتش ألشولار ولابيرتا فايس هاتويك. ومنذ ذلك الحين أعيدت طباعة الكتاب بغلاف ورقي من قبل مطبعة جامعة شيكاجو. وهذا الكتاب يقدم أفضل أطروحة عن استجابات الأطفال للألوان أعرفها حتى الآن. كان اهتمام ألشولار وهاتويك منصبا على مهنة وعلم العلاج النفسي بالفن الذي تطور مؤخرا؛ تلك المهنة المخصصة لدراسة شخصية الإنسان من خلال التعبير الفني. إن الأطفال ليسوا بارعين على الإطلاق في التعبير عن أنفسهم بوضوح، ولديهم حب طبيعي للألوان، ويستجيبون لها بعفوية، واستجاباتهم مهمة إلى حد كبير. وتزعم ألشولار وهاتويك أن «الألوان أكثر من أي عنصر آخر من عناصر الرسم لديها قيمة خاصة في تقديم دلالات عن طبيعة ودرجة الحياة العاطفية للأطفال.» إن الأطفال أكثر استجابة للون عن الشكل، وسوف يستمتعون به بمرح خالص. ومع تقدمهم في العمر وقلة عفويتهم، نظرا لخضوعهم للتأديب، فمن الممكن أن تفقد الألوان بعضا من جاذبيتها الفطرية بالنسبة لهم، ومن المحتمل أن يفضل الأطفال الصغار الألوان الدافئة والفاقعة مثل: الأحمر، والبرتقالي، والوردي، والأصفر؛ فمن خلال هذه الألوان، تطلق مشاعرهم الداخلية. والأطفال الذين يستخدمون الألوان الباردة؛ الأزرق والأخضر، قد يكونون أكثر تعمدا وأقل عفوية. أما استخدام الأسود أو البني أو الرمادي فقد يكشف عن بعض المشاكل الداخلية. وإليكم بعض التعليقات الوثيقة الصلة حول معنى كل لون على حدة بالنسبة للأطفال.
الأحمر، عند استخدامه بحرية، قد يشير إلى حب للحياة بسيط وغير متحفظ، وعند استخدام الأحمر بتحد قد يكشف عن العدوانية أو الرغبة في العطف.
البرتقالي هو اللون الاجتماعي، ويشير إلى تكيف جيد مع الحياة والمجتمع (وهذا الاستنتاج توصل له هينر إيرتل ومذكور في الفصل الرابع).
الاستخدام الحر للأصفر قد يشير إلى الخجل أو حاجة غير واعية إلى إشراف الكبار.
الأخضر، كما هو متوقع، كان علامة التوازن؛ فالأطفال الذين يستخدمونه بحرية يميلون إلى «إظهار انعدام ملحوظ للعواطف القوية المعبر عنها علانية.»
الأزرق قد يشير إلى الامتثال والاستعداد للطاعة والسيطرة على المشاعر أو كبتها.
ولاحظت ألشولار وهاتويك أنه لا يوجد عدد كبير من الأطفال يبدو أنهم يهتمون كثيرا باللون الأرجواني. وهذا الاستنتاج لم يؤكده محققون آخرون؛ فقد أخبر لوشر، على سبيل المثال، بوجود تفضيل قوي للون البنفسجي بين أطفال المدارس في سن ما قبل المراهقة. وبالنسبة لهذا المؤلف، فإن استخدام الأرجواني أو البنفسجي من قبل طفل صغير (ونادرا ما قابل مثل هذه الحالة) قد يكشف عن محاولة ساذجة لأن يبدو الطفل ذا مستوى رفيع.
Unknown page