في بعض الأحيان، يعتمد التدريب الذهني، والسيطرة على العقل، والتغذية الرجعية البيولوجية على التنويم المغناطيسي، وهذا الأمر قد يسبب المشاكل. بعض الأشخاص الذين تظاهروا بكونهم صوفيين أو قادة روحيين استخدموا التنويم المغناطيسي كأحد الأساليب. وإذا كانوا قد حققوا نتائج مذهلة في بعض الأحيان، فقد سببت الاستجابة الارتجاعية أيضا آثارا عكسية وضارة. أنا لا أريد الانتقاص من قدر التأمل تماما، فهو رغم ذلك يمكن أن يكون له آثار مفيدة. ومن خلال السيطرة على موجات ألفا وثيتا عن طريق التركيز الإرادي (وكما هو مسجل من قبل أدوات التغذية الرجعية البيولوجية الاحترافية) قد تحدث نتائج علاجية. ومن خلال تقليل القلق والتوتر، يمكن التقليل من ضغط الدم المرتفع (ارتفاع ضغط الدم) إن لم يكن شفاؤه. وقد توجد فوائد لأولئك الذين يعانون من الاكتئاب أو الأرق أو إدمان الكحول والمخدرات. (4) الجماعية
إذا كان ثمة خطر من بقاء المرء وحيدا، فإن «الجماعية» الزائدة قد تسبب المشاكل أيضا. في مجموعات الأفراد الصغيرة العدد قد يسعى بعض الأشخاص إلى الخصوصية وينسحبون، كما أن الاحتجاز في سفن الفضاء، والغواصات، والمؤسسات، والمهاجع - في أغلب الأحيان - يولد التنافس بين الأصدقاء؛ يقول الأدميرال بيرد في كتابه «وحيدا»: «حتى في قاعدة ليتل أمريكا، كنت أعلم بشأن زميلين يشتركان في سرير واحد ذي طابقين امتنعا تقريبا عن التحدث أحدهما مع الآخر؛ لأن كلا منهما شك في أن الآخر يدفع بأغراضه إلى جزء من المساحة المخصصة لوضع أغراض الآخر، وعرفت أن أحد الأشخاص كان لا يستطيع تناول طعامه إلا بعد أن يجد مكانا في قاعة الطعام بعيدا عن مرأى أحد الأشخاص التابعين لطريقة فليتشر الغذائية، الذي كان يمضغ طعامه على نحو جدي ثمان وعشرين مرة قبل ابتلاعه. في مثل هذه المعسكرات الاستقطابية، تمتلك هذه الأشياء البسيطة القدرة على دفع حتى أكثر الرجال انضباطا إلى حافة الجنون. وأثناء قضاء أول شتاء في قاعدة ليتل أمريكا، مشيت لعدة ساعات مع رجل كان على وشك الإقدام على القتل أو الانتحار بسبب اضطهادات متخيلة من جانب شخص كان صديقه المقرب . ولأنه لا يوجد أي مهرب لأي مكان؛ فأنت محاصر من كل جانب من قبل نواقصك، ومن قبل الضغوط المتراكمة حولك من زملائك. والأشخاص الذين ينجون بمقياس السعادة هم أولئك الذين يعيشون بعيدين عن مواردهم العقلية إلى حد كبير.» لاحظ الجملة الأخيرة: إذا كان المرء يسعى إلى السلام والسعادة في التأمل - الذي قد يقود أيضا إلى الحرمان الحسي - فقد يكون من الأفضل نصحه بتطوير «موارده العقلية». (5) المواصفات العملية للألوان
كيف نستخدم الألوان في مرافق مثل المكاتب، والمصانع، والمدارس، والمستشفيات، والمصحات العقلية، ودور النقاهة، ودور المسنين؟ دعوني أختم هذا الفصل باقتراحات وتوصيات من واقع خبرتي. (5-1) الإضاءة
من الأفضل أن يكون الضوء الصناعي حياديا وذا طابع دافئ نسبيا، وإذا أمكن إضافة قدر معقول من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة الموجة، فسيكون هذا أفضل بكثير. وللحصول على أفضل مظهر لبشرة الإنسان والمفروشات والطعام، يجب أن يكون مصدر الإضاءة متوازنا جيدا في إشعاع الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي. وإذا وجدت ثغرات، فقد تبدو بعض العناصر الموجودة في البيئة بمظهر فج. وقد يكون من غير الضروري الاستعانة بمستويات عالية من الإضاءة إلا في حالة القيام بمهام مرهقة للعين. (5-2) السطوع
أما الأبيض والعاجي، ففيما عدا الأسقف «يجب عدم استخدامهما على الجدران» في الأماكن التي يوجد فيها مجموعات من الأشخاص. إن شدة السطوع في البيئة لا يعيق الرؤية فحسب (من خلال تقديم نوع من أنواع عمى «الجليد» الداخلي)، بل يضيق بشدة فتحة حدقة العين البشرية. وهذا فعل عضلي ومرهق جدا. إن طول التعرض للسطوع الشديد يمكن أن يسبب أيضا تضرر عضو الإبصار. وكما قلنا في الفصل الثالث، فإنه من الممكن أن يفاقم الاختلال العضلي، ومشاكل انكسار العين، وقصر النظر، واللابؤرية، ولا نغفل احتقان والتهاب العين. تجنب المناطق المتصارعة الشديدة الاختلافات في السطوع؛ فهذا الأمر من الممكن أن يجبر العين على القيام بتكيفات عضلية مرهقة. (5-3) الاستجابات للألوان
يوجد قدر كبير من حرية الاختيار في هذا الصدد؛ فإذا كان اللون (والسطوع) يغطي المجال العام للرؤية، فسيحدث تكيف يتمثل في سعي العين والدماغ إلى تجاهل اللون ورؤية الأشياء على أنها طبيعية إلى حد ما. على سبيل المثال، سوف تجعل النظارات الشمسية الملونة العالم ملونا، لكن مع حدوث التكيف ستتجاهل العين لون الزجاج، وإذا كانت بعض الألوان مثل الأحمر والبرتقالي «تميل» إلى زيادة ضغط الدم، ومعدل النبض، وغيرها من وظائف الجهاز العصبي الذاتي، فإن هذا التحفيز سيكون مؤقتا، وبعده قد تنخفض الاستجابة «لأقل» من المستوى الطبيعي. ومن «هذه الملاحظات يتضح أن الاستجابات الفسيولوجية والنفسية للألوان، للحفاظ على نشاطها، تتطلب التغيير والتعاقب باستمرار. وهذا التغيير المستمر هو بالضبط ما سوف يساعد في التصدي للحرمان الحسي.» (5-4) اختيار الألوان
من بين الألوان الفاتحة يفضل مؤلف الكتاب ألوانا مثل: العاجي، والخوخي، والوردي، والأصفر، والأخضر الفاتح، والأزرق الفاتح المخضر، لكن لا يفضل الأزرق الفاتح الذي يخلق منظرا باردا وكئيبا. وأقترح أن تكون نسبة الانعكاسات أقل من ستين بالمائة لتجنب احتمال حدوث الوهج، ولا أنصح بالألوان الأرجوانية والبنفسجية (كما هو الحال مع الأزرق الفاتح)، بسبب ارتباطاتها الرمزية بالحداد، ولأن صورها التلوية سوف تلقي ظلا شاحبا ذا لون أخضر مصفر داخل المكان أو على الأشخاص الموجودين فيه، وأوصي بشدة باستخدام ألوان التمييز المتوسطة الدكانة مثل: المرجاني، والبرتقالي، والذهبي، والبني المحمر، والأخضر، والفيروزي، والأزرق «المتوسط أو الغامق» (ترميزات مونسل للألوان المذكورة في السابق موجودة في المربع المصاحب لهذا الفصل).
الألوان الموصى بها للأماكن الداخلية التي يتجمع فيها مجموعات من الأشخاص أو تقيد حركتهم ويلزم فيها الحرص على الراحة والكفاءة. الترميزات مأخوذة من نظام مونسل.
الأبيض، العاجي 5 أصفر 9 / 1 (للأسقف).
بيج مسفوع 5 أحمر مصفر 8 / 2 (أحد التدرجات اللونية للجدران). «الألوان الفاتحة»
Unknown page